قرأت ما سطره الدكتور عبد العزيز الدبيان في صفحة محليات ليوم الثلاثاء 14 - 8 - 1425هـ تحت عنوان (وعين السخط تبدى المساويا) ، معقباً فيه على ما تناولته الصحف المحلية في انتقاداتها للمسيرة التعليمية عند بدء الدراسة لهذا العام ، ومما قاله : وخلال الأسبوعين الماضيين وبمناسبة بدء العام الدراسي ، شمر بعض الصحفيين عن سواعدهم وبتركيز مكثف ليصوروا لنا حال المدارس ، ونقص بعض المعلمين والمعلمات وتأخر وصول بعض الكتب وغيرها في مدارس محدودة خارج ما مجموعه 27000 مدرسة ، وبصورة بولغ في عرضها وان النقص لا يتجاوز ما نسبته 5% (1350) مدرسة .. ومن ثم اتجه إلى اتهام الصحافة والصحافيين بتهويل الصغائر وتضخيم الأخطاء ، بل وضعف في تحري دقة المعلومة المنشورة ، واعتقد الدكتور بأن بعض الآراء تستغل بعض المواقف الشخصية للتشفي واستخدام الهالة الإعلامية لتفسير بعض الأمور بما لا تحتمل ، ثم تحدث بعبارة يستجهل فيها المجتمع بقوله: يجب أن يدرك المجتمع أن توافر المعلمين والمعلمات لا يتم إلا في ظل توافر وظائف محدثة وشاغرة ، ومن ثم عرج على النمو السكاني وسعة الرقعة الجغرافية للمملكة ، وتناثر القرى والهجر ورياض الأطفال وإدخال اللغة الإنجليزية والحاسب الآلي في الابتدائية ، وطبيعة الخطة الدراسية لكل مادة التي تستدعي احداث الوظائف الوظائف اللازمة ، وان لدى الوزارة من المهمات الكثير ، وختم كفاحه المرير عن الوزارة بالقول : انه لامر لازم ان نحسن الظن بنصف مليون من التربويين والتربويات ، وان نثق بقدرتهم وأمانتهم وانتمائهم وولائهم لدينهم وقيادتهم ووطنهم .... الخ .. والحسنات يذهبن السيئات انتهى :
في البداية اشكر الدكتور على ما بذله من محاولات مضنية ، أما ثانياً : فأصف هذه السنة التعليمية بسنة التعليم الهزيلة ، نظراً للسلبيات الكثيرة التي ظهرت للعيان وقد أحصيت منها اكثر من 33 موضوعاً نشرتها الصحف في الأسبوعين الأولين ، فقط وما حدث في الأسبوعين الأخيرين لا يقل أهمية عن سابقها معظمها ان لم يكن جميعها لا تقبل الأعذار فيها .. وقد أوردت أمثلة لذلك في صفحة عزيزتي الجزيرة ليوم الخميس 16-8- 1425ه ، أما ثالثاً : فسأتعرض إلى ما تحدث به الأخ الدكتور الدبيان بشيء من عدم الرضى ، فعما صوره الصحفيون عن حال المدارس من نقص على أية حال هو في مدارس محدودة خارج ما مجموعه 27000 ألف مدرسة بصورة بولغ في عرضها وان النقص لا يتجاوز ال5% (1350) مدرسة ، فهل يعتقد الدكتور ان هذا العدد 1350 مدرسة اعتراها النقص والتقصير من كتب ومدرسين ومدرسات أمر سهل ويعتبر الأمر محدوداً أو بحدود المعقول لأن يتقبله آباء وأمهات يرمون بفلذات أكبادهم من بزوغ الشمس إلى ما بعد الظهر من كل يوم ، لينهلوا من العلم والمعرفة ما يمكن وبالتالي يعودون خماصاً كما ذهبوا ، لعدم وجود معلمين أو معلمات أو كتب مدرسية ، وان كنت اجزم ان النسبة اكثر مما ذكر وعليه أيضا ان يتثبت من صحة المعلومة كما طلب ذلك من الصحفيين ، ولو استقصى وضع المدارس في القرى والهجر التي لا تصلها التلفونات ولا حتى الجوال لتضاعفت النسبة التي أشار إليها.
واما اتهامه الصحافة والصحفيين بالتهويل والتضخيم للصغائر والأخطاء والضعف في تحري الدقة ، فليعلم الدكتور ان هؤلاء ينقلون من واقع الحال ومن أحاديث الأهالي ليوصلوا المعلومة لمسؤولي الوزارة ، ولن يكتبوا من عندياتهم أو من أهوائهم ورغباتهم فما نقلوه أكدوه بالشواهد ، أما ان بعض الآراء تستغل بعض المواقف الشخصية للتشفي لتفسير بعض الامور بما لا تحتمل ، فحتى لو كان الأمر كذلك فيجب إصلاح العيب وإكمال النقص ليستحيل التشفي ان وجد ، وليست تلك بحجة لإنكار الحاصل أو التقليل منه .. أما عن استهجان الدكتور للمجتمع واعتقاده انهم لا يدركون ما تفوه به عن الوظائف وما يتعلق بها ، فعليه ان يحسن الظن بمدى فهمهم وان يرفع من شأنهم ، وليتأكد ان تلك الأمور لا تخفى عليهم لأن الأمر أبسط مما يتصوره ، فرئاسة تعليم البنات أوجدت بنداً اسمه الـ105 لتعيين المعلمات لسد الحاجة ، ريثما تتكرم وزارة المالية باعتماد وظائف لهن ، وكان قد أوجد هذا البند لأمر ولظرف يعرفه الكثير فهل يجهل مسؤولو التعليم هذا الأمر ! ، فليتعلموا من تعليم البنات ولا حرج ، أما ان يعتذروا عن تعيين ثلاثة آلاف من خريجي كليات المعلمين لعدم وجود وظائف فعذر واه ، ناهيك عن قرارهم الذي يقضي بألا يعين مدرس لغة إنجليزية للصف السادس الابتدائي إلا حامل الماجستير ، وان يتكلمها كلغته الام ، وخريجو الدبلوم يطرقون مختف الأبواب أملا في خدمة أبناء وطنهم ، وليفوزوا بشرف تعليم السنة الأولى بعد إقرار تلك اللغة على تلك الفئة فلا يؤبه بهم ولا ينظر إليهم ، وبالتالي تعلن الرجاءات إلى المرافقين والمرافقات للوافدين بأن يتقدموا للفوز بتلك المكانة ، فبم يسمي الدكتور الدبيان هذا التمطع والتغطرس المقصود منه إتمام الرأي الفردي أو القرار التوحدي وتجاهل الرأي الآخر ، وهاهم اليوم خريجو الدبلوم العالي للتوجيه والإرشاد ينضمون إلى طابور البطالة ، هؤلاء يحملون الدبلوم العالي للتوجيه والإرشاد بعد المرحلة الجامعية يحملون تخصصات الخدمة الاجتماعية وعلم النفس والاجتماع ، حصلوا على الدبلوم من جامعة الإمام محمد بن سعود ، كما ان الوزارة قد اعترفت بدبلوم التوجيه والإرشاد غير ان العاملين على هذا المسمى لدى الوزارة من غير حملة الدبلوم ، إذ منهم من تخصصه رياضيات وكيمياء وفيزياء واحياء (نشرته الرياض يوم الاحد 26-8-1425هـ) ، فما رد الدكتور عن هذا ؟ ام ان الوزارة لا ترغب تعيين خريجي تلك الجامعة ؟ وبهذا نعود إلى الموال القديم بين وزارة المعارف سابقاً وادارة المعاهد والكليات ، أما عن سعة رقعة بلادنا الجغرافية وتناثر القرى والهجر ورياض الأطفال والبدء بتدريس اللغة المشؤومة في الابتدائي والحاسب و و و .... نقول : ما الذي اضطر الوزارة أن تبدأ تعليم اللغة والحاسب مبكراً وقبل ان تهيئ لها المدرسين والمدرسات ؟ فقد مضى اكثر من مائة سنة على مسيرة التعليم بدونهما أيضا سنتين أو ثلاثة يتأجل فيها تدريس تلك المواد ولا ضرورة بملء الوطن من المتعاقدين والمتعاقدات ، وكلما مضت سنة وسمعنا عن إلغاء عقود عدد من المدرسين والمدرسات الأجانب للاكتفاء الذاتي يعترينا الفرح ، وفجأة فإذا بنا نبدأ من جديد للتعاقد .. مهلا وعلى رسلكم وليس هذا فحسب ، فآخر إعلان عن تعيين مدرسات في الباحة والزلفي والمخواة وهو ما نشرته صحف يوم الاحد الموافق 26-8 ، اي بعد ان مضى من مدة الدراسة شهر كامل وما نشرته صحف يوم الاحد 28-8 عن اعترافات الدكتور العقلاء بوجود تقصير في وسائل السلامة في 45 مدرسة في مكة ، وطالبات المدرسة السادسة والعشرين في خطر غبار خانق وحرائق تتكرر وبوابات مفتوحة للعابرين ، فعلام يدل هذا ؟ وهل يحتاج الأمر إلى تشمير عن الساعدين لذكر مثالب وزارة التعليم ؟
أما عن التربويين والتربويات والثقة بهم وبقدرتهم وأمانتهم وولائهم ، فلا نشك في ذلك والا لما آمنا على فلذات أكبادنا بين أيديهم فيما يزيد على الست ساعات يومياً .. وختاماً فالحسنات يذهبن السيئات ولكن لم لا نجتنب السيئات أصلا لتتضاعف الحسنات وهي هدفنا.
صالح العبد الرحمن التويجري |