دروسُ رمضانَ لا تنقضي، وعبِرُهُ لا تنتهي. ولعل أجلى تلك الدروس، وأعظمَ تلك العبر درسُ التقوى.
بل إن كل درسٍ وعبرةٍ تحصل من هذا الشهر إنما هي مُتَفَرَّعَةٌ عن التقوى.
فالتقوى خير الزاد، وخير اللباس، ووصية الله للأولين والآخرين.
والتقوى هي العدة في الشدائد، والعون في الملمات، ومَهْبِطُ الرَّوْح والطمأنينة، وهَي مُتَنَزَّلُ الصبر والسكينةِ.
وحقيقة التقوى كما قال طلق بن حبيب - رحمه الله -:(أن تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله، وأن تترك معصية الله على نور من الله تخاف عقاب الله) انتهى كلامه.
وتمام التقوى - معاشر الصائمين - أن يعلم العبد ما يتقي، قال بكر بن خنيس رحمه الله :(كيف يكون متَّقياًً مَنْ لا يدري ما يتقي).
وقال معروف الكرخي رحمه الله (إذا كنت لا تحسن تتقي أكلت الربا، وإذا كنت لا تحسن تتقي لقيتك امرأةٌ فلم تَغُضَّ بصرك).
- أيها الصائمون - رمضان شهر التقوى، والتقوى هي الحكمة الجامعة في الصيام، قال الله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (183) سورة البقرة.
وللحديث صلة حول هذه الآية، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
* عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم/ المشرف على موقع دعوة الإسلام
www.toislam.net |