عجبت من أمور كثيرة تحدث في هذا الشهر الكريم من أكثر الناس، حيث لا ينتهزون حلول هذا الشهر الذي جعله الله رحمة لهم، وفيه تعتق رقاب من النار. فقد يخالفني بعض الناس هذا الرأي، وأنا بدوري أتحدث بلا حرج عما أراه وأشاهده من مشاهد تصدر من بعض الناس.. إنهم يحلو لهم السهر في هذا الشهر خاصة إذ يقضونه باللهو ومتابعة ما تبثه الفضائيات عبر شاشاتها الفضية، فتجدهم إما بإضاعة الوقت بالسهر ولعب الورق أو النوم حتى ساعة العصر وبالتسويق في الأسواق وشراء الأنواع المختلفة من الأطعمة، وتعج المراكز الكبرى بكل ما يريده المشتري.. من أنواع شتى من الحلويات والأطعمة المختلفة وكأن جُعل شهر رمضان للتباري في طهو أشهى المأكولات وكأن حال لسانهم يقول: لا يطيب لنا الطعام إلا في هذا الشهر، فتجدهم وهم يملؤون السلال، فتراها ملأى بطريقة ملفتة للنظر والأحمال المتلتلة، وبالكاد تستطيع الوصول إلى المحاسب من شدة التزاحم الذي يحدث في الأسواق ومراكز التسويق الكبرى..!
واتساءل: لماذا تحدث هذه الظواهر في شهر رمضان بالذات دون باقي الشهور رغم أن كل شيء متوفر ولله الحمد في دولتنا.؟
ولماذا التهافت يزداد في رمضان وهم يتناسون أن هذا الشهر للعبادة.. ولا يستثمر هذا الوقت بالقراءة والاستغفار والتسبيح.. وقيام الليل؟..!
فكم من شخص نام جائعاً.. وكم من أسرة لا تجد ما تفطر عليه، وأمثالهم يفطرون على الماء والخبز الناشف..! والبعض لا يجد ما يرتدي أو يغطون به الجسد..!.. ونحن نعيش في بحبوحة.. بل في تبذير، والبعض يموت مرات من أجل الحصول على هذه اللقمة..!.
وشهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن لم يكن لسهر الناس حتى ساعات الصبح الأولى والبقاء أمام التلفاز لساعات طوال والتي تحرص فيه كل قناة أن تقدم للمشاهد أحسن ما عندها فهي تهيئ أفضل البرامج لتقديمها فيه..!.
هذه السلوكيات التي أراها وأسمعها تثير في نفسي الألم خاصة ونحن من خير أمة أخرجت للناس.. فلماذا لا نقوّم السلوك الخاطئ الذي يصدر منا، ونورثه لأبنائنا وننتهز فرصة هذا الشهر لعلنا نكون من عتقائه من النار ومن الفائزين.
|