مقاهي (العتمة)
محمد المنيف

قرار ابعاد مقاهي (الشيشة والمعسل) الى خارج النطاق العمراني حفاظاً على الصحة خطوة تحسب لأمانات المدن كما ان في وجود المقاهي الحديثة المسماة (كفي شوب) في العديد من الشوارع الرئيسية ظاهرة صحية في حال خلوها من دخان السجائر الذي لا يزال يعكر صفو جمالها وصفو عشاق الحياة الاجتماعية ممن يجدون فيها فرصة للالتقاء مع الاصدقاء او زملاء المهنة لتبادل الاحاديث.
أما اللافت للنظر فهو انماطها وانواعها فمنها المكشوف للرائي من المارة كأسلوب جذب للزبائن بما تمتلكه من مستوى راق في شكلها العام فأصبحت اضافة جمالية للشارع مع ما يتبع ذلك من لمسات تبعث في النفس التفاؤل عودا الى قدرة مهندس الديكور في كيفية انتقاء الوان المقهى واثاثه فالالوان اكثر عناصر الديكور تأثيرا في النفس، فإما ان تدفع الزبون للبقاء وقتاً اطول او تنفره وتدفعه للملل.
ومن تلك المقاهي ما يشبه اماكن اخرى لاستخدامات مغايرة بديكورات غربية وغريبة وألوان تبعث في النفس الشعور بالغثيان بإنارة خافتة لا تسمح لك بمعرفة موقع فمك او ان تتعرف على اقرب شخص اليك مع ما تعج به من رائحة الدخان، ما يشعرك بأن روادها من محبي ايحاءات الكآبة والضيق والانعزال عن الحياة العامة.
هذا الواقع يدفعني للتساؤل عن دور الجهة المعنية عنها وعن دورها في اجازة تلك الاشكال والتصاميم وهل هناك شروط محددة تلزم المستفيد بأن يتقيد بواقع المدينة وخصوصيتها الاجتماعية؟