استيقظت في ذلك الصباح والحزن يخيم على صدري ثمة حلم كان يراودني صحوة الليل وانكماش الفجر وكان احساس غريب ينتابني طيلة ذلك الصباح واذا بجرس الهاتف يحمل عبر اسلاكه الخبر الذي أوجع قلبي وشل تفكيري وقفت مذهولة مصدومة باكية تارة وداعية لهم بالمغفرة تارة اخرى انه مصاب اليم احتل رأسي وكياني اخذت اتساءل بيني وبين نفسي كيف؟ وأين؟ ولماذا؟
استغفرك يارب لست متعالية على قضائك وقدرك بل الرحمة ولست أرحم من الله جل شأنه بهم أو التفكير بسديم وحقيبة المدرسة وفرحة الأب التي كانت بتجهيز أوراقها واكمال تطعيماتها لتكون على مقاعد الدراسة وكان الأب يقول هذه وحيدتي سديم التي رعيتها وحفظتها بنواظري خلال الست سنوات، لقد كبرت ومالبثت هذه الفرحة ان اغتيلت وخطفها هادم اللذات ومفرق الجماعات وحملها بين يديه مودعا لها الوداع الأخير وراضٍ تمام الرضا عن زوجته حاملا جميع الصفات التي اوصى بها رسول الهدى عليه افضل الصلاة والسلام عند الصدمة الاولى صابرا محتسباً.
فالذي حدث ليس بهين فقدان ثلاث نساء وطفلة بلحظة واحدة اللهم لا اعتراض على قضائك اللهم اغفر لهن وارحمهن واغسلهن بالماء والثلج والبرد ونقهن من الخطايا والذنوب كما ينقى الثوب الابيض من الدنس. اللهم اجعل قبورهن روضة من رياض الجنة وارزق ذويهن الصبر والسلوان {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}، صدق الله العظيم
|