ودعت عنيزة يوم الجمعة 17 شعبان 1425هـ عالما أفنى عمره في العلم تعلما وتعليما، إنه الشيخ الواعظ الشهير عبدالرحمن بن محمد آل اسماعيل السبيعي، وكان لفقده وقع في قلوب ذويه وأصدقائه ومواطنيه لما كان يتحلى به من مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال- رحمه الله-، ولد هذا العالم بمدينة عنيزة عام 1338هـ في بيت علم وشرف ودين، ورباه والده أحسن تربية، وقرأ القرآن وحفظه عن ظهر قلب، وشرع في طلب العلم بهمة عالية ونشاط ومثابرة (مشايخه) والده محمد، وشيخنا عبدالرحمن بن سعدي، وشيخنا محمد بن عثيمين، كما قرأ على غيرهم، وكان ملازما لحلقاتهم ليلا ونهاراً مع ما وهبه الله من قوة في الحفظ وسرعة في الفهم، فكان من خيرة الطلبة فقيها محدثا، وله في اللغة والأدب والتاريخ الباع الواسع، وكان مرجعاً في ذلك، وله في الأنساب اليد الطولى.. (أعماله) تعين إماما وخطيبا في جامع الضبط أكثر من نصف قرن خلفا لأبيه محمد، كما تعين مديراً لمدرسة الضبط سنين طويلة ويحمل الشهادة من كلية الشريعة انتسابا، وله مكانته ووزنه بين مواطنيه وقبيل تقاعده عمل في إدارة التعليم بعنيزة، وكان مثالا في الاخلاص في عمله دؤوبا فيه محبوباً لدى الخاص والعام، ومأذون أنكحة وموثق يعمل القضاة بقلمه النير الفائق في الحسن، وكثير المطالعة لا يسأم منها، وعنده مكتبة تحتوي على نفائس المطبوعات والمخطوطات، وخلف أبناء بررة أعرف منهم محمداً- فرحمه الله برحمته الواسعة- إن في الله عزاء من كل مصيبة، وخلفا من كل هالك ودركا من كل فائت، وإنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب.
|