أثارت الزيارة المفاجئة التي قام بها وزير الدفاع الأمريكية لمقر الوحدة الكورية الجنوبية المتمركزة في مدينة أربيل شمال العراق مشاعر متباينة. فعلى الجانب الإيجابي نجحت الزيارة في رفع الروح المعنوية للجنود الكوريين الجنوبيين الذين يبلغ عددهم في العراق 2800 جندي والذين نشروا الشهر الماضي للمساعدة في جهود إعادة بناء العراق. ومن المنتظر أن ينضم إليهم 800 جندي كوري جنوبي آخر في وقت لاحق. كما أن هذه الزيارة تكشف العلاقات القوية بين واشنطن وسول. ولكن هذه الزيارة تلقي الضوء على ضرورة اتفاقنا بشأن حقيقة الصعوبات التي يواجهها جنودنا الذين ذهبوا إلى العراق من أجل مصالح الوطن.
والحقيقة أن الحكومة الكورية الجنوبية لم يكن أمامها أي خيار آخر سوى إرسال القوات الاضافية التي طلبت أمريكا إرسالها إلى العراق من أجل الحفاظ على التحالف بين واشنطن وسول الذي يمتد عمره لاكثر من خمسين عاما. لذلك كان من الواجب إقامة حفل وداع شعبي محترم للجنود الكوريين الذين اتجهوا للتمركز في مدينة أربيل شمال العراق من أجل رفع روحهم المعنوية. وقد أتى قرار إرسال هؤلاء الجنود إلى العراق ثماره سريعا حيث قررت واشنطن خفض تواجدها العسكري في كوريا الجنوبية بمقدار الثلث على ثلاث مراحل بحلول عام 2008 حتى يمكن لسول الاستعداد للوضع الجديد. يوجد في كوريا الجنوبية حاليا حوالي 37.5 ألف جندي أمريكي.
وكانت واشنطن قد أعلنت في البداية اعتزامها سحب حوالي 12.5 ألف جندي من كوريا الجنوبية بحلول العام المقبل. وقيل إن هذا القرار يعكس استياء أمريكا من تصاعد مشاعر العداء لها بين الكوريين الجنوبيين وهي المشاعر التي بلغت أوجها مع وصول الرئيس الكوري الجنوبي روه مو هيون إلى الحكم أوائل العام الماضي.
والآن فإن الشعب الكوري ليس فقط يتجاهل الأنشطة التي يقوم بها الجنود الكوريون في أربيل وغيرها من مناطق شمال العراق ولكنه يبدو أيضا أنه يتجاهلهم عن عمد. واعتقد أنه من المؤسف أن نتهاون في الاهتمام بهؤلاء الجنود الصغار. وعلى الحكومة الكورية الجنوبية بذل أقصى جهد ممكن من أجل أمنهم ورفاهيتهم لأن هذا سوف يحمسهم من أجل القيام بواجبهم على أفضل وجه. فما يحتاج إليه الجنود الكوريون في العراق بشده هو الاهتمام والدعم من وطنهم.
(كوريا تايمز) الكورية الجنوبية |