Saturday 23rd October,200411713العددالسبت 9 ,رمضان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الاقتصادية"

دروس الاكتتاب في اتحاد الاتصالات..!! دروس الاكتتاب في اتحاد الاتصالات..!!
د. عبد الملك بن عبد الله بن زيد الخيال

قرأت في الصحف أخبار اكتتاب شركة (اتحاد الاتصالات) الجديدة في البنوك المختلفة، والإقبال الكبير على الاكتتاب نظراً لجاذبية الاستثمار في مجالات الأسهم بصفة عامة نتيجة استقرار الأوضاع الاقتصادية وتناميها بشكل كبير نتيجة ارتفاع أسعار النفط، وكذلك قدرة السلطات المالية في البلاد على التعامل الحكيم مع الأوضاع الاقتصادية، والميزانية الكبيرة للدولة وإنفاقها على مشاريع التنمية.. وكذلك التنظيم الجديد لعملية بيع وشراء الأسهم خصوصاً بعد تشكيل هيئة متخصصة بسوق المال. كما أن الكثير من الشركات تدار بطريقة جيدة ومربحة وبدأت تتجاوز سلبيات الماضي. كما أن وجود سيولة كبيرة لدى أفراد المجتمع والتي أصبح استثمارها عن طريق تداول الأسهم في المقام الأول.
وقد كان استقبال تلك البنوك لجموع المواطنين وسط استعداد وتعامل لم يكن بالمستوى المأمول في بعض منها، حيث احتشد المئات من الأشخاص أمام أبوابها قبل افتتاحها في بعض المدن والقرى في مناظر يجب ألا تكون، حيث تدافعوا في ضوء تنظيم سيئ. مما أدى إلى حدوث مواقف ومناظر مأساوية من المفترض ألا تحدث على الإطلاق، وخصوصاً في شهر رمضان الفضيل، هذه المواقف والمناظر مثل إغلاق الشوارع والطرق، وحدوث الزحام الشديد بين الناس في البنوك، ورفع الأصوات والمشادات بين الجمهور وبعضه من جهة وبين الجمهور وموظفي بعض البنوك، وفي بعض الأحيان التماسك بالأيدي، وتعدى ذلك إلى العبث بممتلكات بعض البنوك وكسر الأبواب والشبابيك كل ما حدث يعتبر أسلوباً غير حضاري. والسبب كما نعرف الجهل بعينه وعدم التخطيط والتنظيم من بعض البنوك وبعض المواطنين. فعدم التخطيط من قبل بعض البنوك أدى إلى نفاد استمارات الاكتتاب واجتهاد بعض البنوك بحجبها عن غير عملاء البنك، هذا الأمر نشأ عنه سوق سوداء وأسعار خيالية وكما قرأت أن البنوك خلت في اليوم الأول من استمارات الاكتتاب وتوالت الوعود من البعض بتوفيرها.
هذه أمور مؤسفة ينبغي التحرك نحو منع حدوثها. ويمكن تلافي ما حدث مستقبلاً بإحدى الطرق التالية:
الطريقة الأولى: هي طريقة بدائية لكنها أفضل مما يحدث الآن وتتضمن تخصيص فترات لفئات المجتمع، فمثلاً تخصص البنوك الثلاثة الأيام الأولى لكبار السن من الرجال والسيدات. ومساء الثلاثة أيام الثانية للموظفين الحكوميين. وصباح الأيام الباقية والأربعة الأيام الأخيرة لعموم الشعب. ويصدر بذلك تعميم في الصحف والراديو والتلفزيون. كما يمكن أن ترسل البنوك إلى مواقع الجامعات والمعاهد العليا والشركات الكبرى. ممثلين للبنوك تمتص فئة الطلاب والمدرسين وموظفي تلك الشركات وتنهي إجراءاتهم في مواقع أعمالهم.
بهذه الطريقة نضمن تدفق الجموع بانسيابية كبيرة لا تصاحبها فوضى ولا مناظر مأساوية وهذه الطريقة سيشوبها بعض السلبيات التي يمكن تلافيها عند نشوئها.
الطريقة الثانية: تتضمن فتح حساب لكل مواطن في أحد البنوك ويزود البنك من البداية بصورة من الهوية وبطاقة العائلة تستعمل في كل اكتتاب مستقبلي على أن يتعلم المواطنون استعمال الانترنت في التعاملات البنكية، خاصة أن جميع البنوك لديها هذه الخدمة، فماذا يمنع أن تكون تعبئة الاستمارة عن طريق نموذج موجود في موقع كل بنك في الانترنت ويرسل للبنك عن طريق البريد الإلكتروني وقيمة الإيداع تخصم من الحساب إلكترونياً.
ولو استعملت تلك الطريقة ولو لمرة واحدة فأنا أضمن أن تكون التعاملات البنكية مستقبلاً سهلة على الجميع وتتفرغ البنوك لأعمالها الأخرى. بتلك الطريقة سنضمن أن الناس تعلمت استخدام الإنترنت في تعاملاتهم البنكية وهو في صالحهم مستقبلاً.
تصوروا ما ستوفره تلك الطريقة:
* عدم ازدحام الشوارع بالسيارات المتجهة من أجل بعض التعاملات البنكية للبنوك مستقبلاً، وبذلك تقل الحوادث المرورية ويقل عوادم السيارات مما يقلل أمراض الحساسية المتعلقة باستنشاق الهواء الملوث.
* وستقل المراجعات على المستشفيات وسيقل استخدام الدواء وتكاليفه.
* وإذا بدأنا نفكر فيما ستوفره تلك الطريقة من مصاريف مثل ثمن البنزين وخلافه.
* كما ستقل الأمراض العصبية والهيجان العصبي نتيجة المشادات الكلامية وغيرها الذي تشهده البنوك حالياً.
* وستقل الجريمة المصاحبة للفوضى مثل الدخول على البنك بالسيارة كما حدث في حفر الباطن، وسننعم براحة البال والاستقرار.
وأخيراً وليس آخراً أقول: بهذه الطريقة سنبدأ بأن نكون على الطريق نحو ثقافة جديدة نستخدم فيها سبل المعرفة الحديثة. وبالتالي ستقود إلى آفاق أخرى من المعرفة.
فهل لدينا شركات مستقبلية شجاعة وبنوك شجاعة وهيئة سوق مال شجاعة تقول مستقبلاً (الاكتتاب عن طريق الإنترنت لمن له خدمة إنترنت). متى يتحقق ذلك اليوم لنصبح فعلاً على الدرب نحو ثقافة هذا العصر ونصبح من مثقفي هذا العصر. وتذكروا أن رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة.
أرجو من بيده القرار أن يجرب مرة وأخرى وأخرى ويجعلنا نخطو خطوة أخرى نحو التقدم.
والله من وراء القصد.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved