* فلسطين المحتلة - بلال أبو دقة
قالت الإذاعة الإسرائيلية إن اكثر من 50 حاخاماً يهودياً توجهوا، مساء (الخميس) الموافق 14 -10 - 2004 إلى الجنود الإسرائيليين وحرضوهم على رفض المشاركة في إخلاء المستوطنين من المستوطنات التي تشملها خطة شارون للانفصال عن قطاع غزة وشمال الضفة الغربية. وبحسب نبأ الإذاعة الإسرائيلية، الذي تنقله (الجزيرة): وقع هؤلاء الحاخامات على بيان موجه إلى الجنود تحت عنوان (يمنع المشاركة في اقتلاع المستوطنات والبؤر).
يشار إلى أن الحاخام اليهودي، ابراهام شابيرا، كبير الحاخامين السابق في إسرائيل والزعيم الروحي لليهود المتدينين اليمينيين، انضم الخميس ذاته إلى جمهرة الحاخامات التي تحرض على رفض إخلاء المستوطنين..
وقال هذا الحاخام في لقاء نشرته صحيفة (بشيباع) التي يصدرها المستوطنون اليهود: إنه يتعين على الجنود الإسرائيليين رفض إجلاء المستوطنين لأن قيامهم بذلك يعادل أكل لحوم غير مشروعة مثل لحم الخنزير.
واعتبر الحاخام اليهودي أن المشاركة في إخلاء المستوطنات مخالفة، وأمر غير مباح، وبرأيه يتعين عليهم (الجنود) أن يبلغوا قادتهم أن ذلك محرم..!! وأضاف الحاخام شابيرا: انه يتعين على الجنود أن يفضلوا السجن على إجلاء المستوطنين..
وكان وزير الأمن الإسرائيلي، شاؤول موفاز، قد استجدى الزعيم الروحي لحزب شاس المتطرف، الحاخام عوفاديا يوسيف.. محاولاً إقناعه بتأييد خطة فك الارتباط وإلغاء الفتوى الدينية التي كان أصدرها ضد هذه الخطة..، مؤكداً للحاخام له أن خطة فك الارتباط ستؤدي إلى صعود قوى فلسطينية براغماتية، وستقوض حركة حماس..
وبحسب الإذاعة الإسرائيلية العامة فإن موفاز عرض خطة فك ارتباط أمام الحاخام، زعيم شاس، وأوضح له أنها ستؤدي إلى سقوط عدد أقل (من القتلى والجرحى من الإسرائيليين) كما أنها ستعزز أمن المستوطنين اليهود..
وادعى موفاز أمام الحاخام يوسف أن خطة فك الارتباط (ستؤدي إلى صعود قوى فلسطينية براغماتية وستقوض حركة حماس، ما يمكن من نشوء أجواء لمفاوضات مستقبلية بين إسرائيل والفلسطينيين..).
وكان نحو ألفي مستوطن يهودي، قد شاركوا مساء (الخميس)، الموافق 14 - 10 - 2004 في ميدان (باريس) في مدينة القدس، في المظاهرة الرئيسية التي نظمها أوساط اليمين الإسرائيلي ضد إخلاء مستوطنات قطاع غزة في إطار (مائة مظاهرة ضد الانفصال).
وفي الوقت الذي توقع فيه المستوطنون اليهود خروج أكثر من نصف مليون إسرائيلي إلى شوارع إسرائيل، حيث تجري هذه المظاهرات في وقت متزامن، أظهرت معطيات قدمتها الشرطة الإسرائيلية أن عدد المتظاهرين لم يتعد بضعة آلاف.
وقد كرر رئيس الحكومة، أريئيل شارون، يوم الخميس، الموافق 14 - 10 - 2004 نيته تنفيذ خطة إخلاء قطاع غزة ومعارضته لإجراء استفتاء شعبي في هذا الخصوص.
وشارك في المظاهرات أعضاء كنيست من (المتمردين) في حزب (الليكود) وأعضاء كنيست من حزب (المفدال) و(هئيحود هليئومي).
في غضون ذلك، شارك عشرات من أعضاء حركة (شجاعة الإسرائيلية لرفض الخدمة العسكرية في الأراضي المحتلة)، مساء الخميس ذاته، في مظاهرة في ميدان (فينغايت) في مدينة القدس تأييداً للانسحاب من قطاع غزة وضد المظاهرات التي ينظمها اليمين الإسرائيلي.. وحمل المتظاهرون مشاعل ولافتات كتب عليها (فليتذكر شعب إسرائيل أبناءه الذين سقطوا دفاعاً عن المستوطنين).
|