علماء الدين السنّة يقايضون المشاركة في الانتخابات بحل أزمة الفلوجة سلماً
سبعة قتلى في غارات جوية أمريكية على الفلوجة

  * الفلوجة - أ.ف.ب:
قتل سبعة أشخاص وجرح ثلاثة آخرون مساء في الفلوجة خلال غارات جوية على أحياء جنوب شرق المدينة.
وقال الطبيب صالح حسين: إن المستشفى استقبل جثث القتلى وكذلك الجرحى ومعظمهم سقطوا في حي الشهداء.
وأوضح الجيش الأمريكي أنه شنّ موجتين من الغارات الجوية على هذا القطاع مساء الخميس.
وقال متحدث عسكري أمريكي: إن المارينز شنّوا غارات جوية جديدة وأطلقوا قذائف مدفعية على مخابئ أسلحة في جنوب شرق المدينة.
وقال السكان: إن انفجارات قوية سمعت في المدينة وتصاعدت أعمدة الدخان فوق حي الشهداء بجنوب شرق الفلوجة.
وكانت قوات المارينز شنّت قبل ذلك غارة جوية بعد تعرضها لهجوم بقذائف الهاون والصواريخ والأسلحة الرشاشة.
وجاء في بيان عسكري أمريكي أن المعارك بدأت عند الساعة 17.00 (14.00تغ) بعد مهاجمة المتمردين مواقع للمارينز بصواريخ مضادة للدبابات وقذائف الهاون والأسلحة الخفيفة بالقرب من المدينة التي تبعد حوالي 50 كلم إلى غرب بغداد.
وأضاف البيان أن المارينز ردوا بفتح النار من مدافع الدبابات وشنّ غارات جوية.
ومن جهة ثانية يحاول رجال دين وخصوصاً هيئة علماء المسلمين، مقايضة (المشاركة السياسية) للطائفة السنية في الانتخابات العراقية ب(معركة) الفلوجة في حين تسعى الحكومة إلى بسط سيطرتها على معاقل المسلحين، تمهيداً للانتخابات، أسوة بالنجف وسامراء. وبالتزامن مع تأزم الموقف عسكرياً والمخاوف من محاولات اقتحام (مدينة المساجد) قبل الانتخابات الأمريكية أو بعدها، يتخذ (أهل الحل والربط) في الطائفة التي تعتبر نفسها مهمشة بعد أن تحكمت في مفاصل العراق الحديث مزيداً من المواقف المتشددة.
وقال المتحدث الرسمي لهيئة علماء المسلمين رجل الدين محمد بشار الفيضي لوكالة فرانس برس أمس الجمعة: (إذا تم اجتياح المدينة وتم مواصلة قصفها بالطائرات والمدفعية فنحن ملتزمون مع علماء العراق بالموقف وندعو إلى مقاطعة الانتخابات واعتبار نتائجها باطلة).
وأضاف (لكن إذا تم التوقف عن قصف المدينة واجتياحها وقصف المدن الأخرى فعندئذ نعود لمواقفنا الأخرى).
وكان اجتماع للطائفة السنية الأربعاء الماضي بدعوة من أبرز منابرها، هيئة علماء المسلمين، وحضور عدد كبير من رجال الدين دعا إلى مقاطعة الانتخابات العامة المتوقع إجراؤها أواخر كانون الثاني/يناير 2005م إذا تعرضت الفلوجة إلى عملية عسكرية.
وعدّ المجتمعون أن (ذريعة الانتخابات في اجتياح المدن مرفوضة وأصحاب الفضيلة يدعون أبناء الشعب العراقي كافة إذا تم اجتياح الفلوجة ومواصلة قصفها بالطائرات والمدفعية أو طال ذلك مدناً أخرى، إلى مقاطعة الانتخابات واعتبار نتائجها باطلة). وشارك في الاجتماع حوالي مئتين من هيئة علماء المسلمين ورجال دين وأئمة وأعضاء في الحزب الإسلامي والهيئة العليا للدعوة ومن الأمانة العامة للإفتاء والتصوف ممن أكدوا أن (الشعب العراقي يمارس واجباً دينياً في مقاومته الاحتلال وهم يباركون لأبناء الفلوجة جهادهم).
وبدورهم، حدد وجهاء مدينة المساجد، من علماء دين وشيوخ عشائر خمس شروط رفضتها الحكومة العراقية التي طالبوها ب(إرضاء أبناء شعبها وحقن الدماء بما يضمن كرامتنا وسيادة الأمن والقانون).
ودعوها ان كانت غير راضية عمّا يحصل إلى (وقف المجازر التي ترتكب باسمها) مطالبين ب(وقف القصف الجوي (...) كبادرة حسن نية تؤمن حلاً لجميع المشكلات العالقة وترضي جميع الأطراف).
وقد أعلن رئيس الوزراء اياد علاوي قبل أيام سياسة اليد الممدودة تجاه الفلوجة معلناً عن مساعدة عاجلة بقيمة مليوني دولار لكنه توجه إلى سكانها طالباً منهم تولي أمر (الجماعات الإرهابية أو أن تدعونا نتولى ذلك).
وقال علاوي (إننا سنستنزف كل الطاقات من أجل التوصل إلى حل سلمي يحفظ كرامة أهل الفلوجة لكننا في الوقت ذاته لن نتساهل في مسألة حفظ الأمن). لكن رغم تشددها المعلن، أبقت هيئة علماء المسلمين الباب مفتوحاً جزئياً إذ كان لافتاً قول محمد بشار الفيضي أن (الوسائل تتخذ بحسب الظرف الذي تقتضيه لذلك لم نحدد وسننتظر تطور الأوضاع).
وتعول الهيئة كثيراً على المؤتمر الدولي حول العراق الذي يعقد في منتجع شرم الشيخ في مصر يوم 23 الشهر المقبل و(انتظار ما سيتمخض عنه من نتائج باعتبار أنه سيضع في حسبانه الاقتراح الفرنسي الذي نعتبره خطوة جيدة) وفقاً للفيضي.