يا إلهي.. ماالذي يحدث؟!!
صداعٌ رهيب.. وكأنني في دوامة من (صَخَبْ)..
أو بمعنى أقرب للصحة.. كأنني أتجول في استديوهات لتصوير المسلسلات وكأن رمضان لا تكتمل روحانيته إلاَّ بالمسلسلات !!
قبل ثلاثة أشهر استنفر الجميع..واعتُمدت ملايين الدولارات في سباق (محموم) وشرس للفوز بالسبق الدرامي . بروفات..مواقع تصوير..استديوهات محجوزة..كاميرات تستعد وقبلها بروفات متواصلة، واتصالات مع الفنانين والمخرجين وشركات الإنتاج تتحول إلى (خليَّة) من صَخَبْ . للتو..عُدت من جولة بين مجموعة من القنوات الفضائية استمرت نصف ساعة تكرر على (ناظريَّ) مسلسلات متعددة في قنوات مختلفة..وفواصل المعلنين تتنافس هي الأخرى لسرقة المشاهد..حتى المسلسلات تمَّ استغلالها مادياً في ابتزازالمشاهد عن طريق مسابقاتهم التي أشكُّ في نزاهتها بعيداً عن ذكر المسميَّات.. من هنا لابد أن أسأل نفسي سؤالاً وأوجهه لكم جميعاً ماذا استفدنا من هذا الكمّ الهائل من المسلسلات؟ سؤال وجيه..ماذا استفدنا؟! هنا تكمن خطورة هذا(الانسكاب) اللافت للنظر لمسلسلات، خاصة وأن هذا العام شهد (جملة) من المسلسلات لم نشهدها من قبل.. ولعلَّ صناع الدراما (الخشبية) العربية ارتأوا أن المشاهد العربي متعطش (بالنظر) لمثل هذه المسلسلات..دون النظر إلى عطشه (الذهني والفكري).. صراحة.. بعض المسلسلات التي شاهدتها منذ بداية رمضان ولعلكم شاهدتموها معي لا تصلح للعرض في أي من أوقات السنةَّ، فما بالكم بعرضها في هذا الشهر الفضيل... فقط أود أن اقول: إننا (مَلَلْنا)من دسِّ المنكر في المسلسلات العربية التي (استمرأ) منتجوها ملامسة الغرائز حتى في شهر رمضان المبارك ! لعلَّ العيب ليس في كاتب أو ومخرج أو أبطال المسلسل، ولكن (العيب) يتجه ناحية منتج مثل هذه الأعمال، ووسيلة عرضها من قنوات تبحث عن اسم الفنان، ولايهمها (الحشو) الذي بين حلقات المسلسل.
وإذا نظرنا أيضاً إلى حصيلة الدراما السعودية كأحد المتسابقين في رمضان فالأمر لا يحتاج إلى تفكير؛ لأن الجميع قد حصل بلا شك على مرتبة متأخرة سواء في القصة أو السيناريو أو التنفيذ، وكأن المشاهد هو نفسه الذي كان قبل عدة سنوات.. متناسين أنهم في زمن (المنافسة)، ولذلك فقد حازت الدراما السعودية على مركز متأخر ولم ينجح أحد ماعدا مسلسل (سوالف حريم) الذي كان بالفعل مثالاً يُحتذى في كل شيء ولعلَّه أقرب المنافسين للنجاح أمّا ماعدا ذلك..فمازالوا غائبين !!
|