Friday 22nd October,200411712العددالجمعة 8 ,رمضان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "زمان الجزيرة"

23 من ذي الحجة 1391هـ الموافق 8-2-1972م العدد 377 23 من ذي الحجة 1391هـ الموافق 8-2-1972م العدد 377
كل أسبوع
بقلم: عبدالله اليحيى

سئل نابليون: كيف استطعت أن تولد الثقة في نفوس أفراد جيشك؟ فأجاب: كنت أرد بثلاث على ثلاث: من قال لا أقدر.. قلت له: حاول. ومن قال لا أعرف.. قلت له: تعلم. ومن قال مستحيل.. قلت له: جرب.
نعم إن أكثر الناس فشلاً في الحياة، أقلهم وثوقا بأنفسهم فليس من المعقول أن الوثوق بالنفس يتجلى في الحياة اليومية في مزاولة التجارة والصناعة والمهن الحرة والعلاقات الاجتماعية في شتى أوضاعها ومناحيها ويتجلى كذلك في السير على الأقدام وقيادة السيارات وفي الجلوس إلى المائدة وتناول الطعام وفي الهندام والزينة والحديث والسمر والجدل والمناقشة وفي مجابهة الصعاب وتحمل الأزمات.
إن الثقة بالنفس معناه التصميم الأكيد في محاولة اصلاح عيوبه التي ربما تكون عيوباً بدنية أو عقلية موروثة ناهيك أن تكون اجتماعية مكتسبة ممقوتة والواقع ان عوامل عدم الثقة بالنفس أمور يجب تجنبها وعدم الركون إليها، لأنها تؤدي بصاحبها إلى عاقبة غير محمودة وباستثناء الحالات التي تكون فيها الجبن والحياء وما يماثلها من الصفات الموروثة التي ضعف الثقة فإن الواضح من فقدان الثقة أو ضعفها يرجع في بعض الأحيان إلى أسباب مكتسبة وفي وسع صاحبها أن يتغلب عليها وذلك بالإيمان والإخلاص لله وحده وبالمران وقوة الإرادة بالعزيمة الصادقة والمثابرة والصبر على الشدائد كل ذلك يؤدي بطبيعة الحال إلى التغلب على ضعف الثقة بالنفس ويهيئ جواً نظيفاً ونقياً يستطيع الإنسان أن يمارس واجباته وما له وما عليه بنفس راضية وقلب مفعم بالطمأنينة والسرور والارتياح.
ولا شك ان الوثوق بالنفس عماد النجاح.. فإذا فشل امرئ في عمل ما فلا يجب ان يعرض للسخرية.. وإنما الواجب في هذه الحالة ان يقابل فشله بالعطف والأسف ويشجع على المثابرة ويؤكد له أنه سيوفق في المستقبل طالما أدى واجبه على الأكمل وعليه أن يحاول مرة بل مرات لعله ينجح وعليه أن يثق في نفسه كل الوثوق ولا يدخر وسعاً في كل ما من شأنه ترسيخ هذه الثقة وتعميقها في نفسه وجعلها قاعدة ومنطلقاً تتجلى في حياته اليومية وممارسة واجباته وعليه أن يجرب ولا ييأس.
وفي هذه الحالة سوف ترسخ هذه المفاهيم في ذهنه وتكون ذا صدى طيب في نفسه وتثير حماسه وتجعله لا ينساق إلى دروب الكسل والخمول بل تعد منه امرأً عاملاً ونافعاً ومشاركاً بأحاسيسه ووجدانه كل ذلك تترجمه محاولاته التي يريد من ورائها تحقيق مآربه وهدفه في الحياة الحرة الكريمة والعيش الرغيد وهو النجاح ولو لم يتحقق إلا بعد فشل واجهه وباء به ولكنه بذل محاولة استطاع أن ينتصر لنفسه وان يحقق النجاح لها في أمر من الأمور التي يرغب تحقيقها والله الموفق.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved