في مثل هذا اليوم من عام 1983 قامت مسيرة حاشدة للمطالبة بنزع الأسلحة النووية بأكبر احتجاج لها حتى ذلك الوقت في لندن. ووقعت أحداث مماثلة في المدن الكبرى في أوروبا. وكانت أكبر هذه الاحتجاجات والتي شارك فيها ما يقدر بـ600 ألف شخص قد جرت في ألمانيا الغربية التي كان من المتوقع دخول صواريخ كروز إلى أراضيها في 15 ديسمبر. ورغم أن الأعداد التي شاركت في احتجاجات لندن لم تصل إلى الأرقام التي تم توقعها إلا أنها اعتبرت نجاحاً كبيراً.
وقالت تقديرات البوليس أن حوالي 200 ألف شخص جاءوا للاشتراك في المسيرة من خارج لندن غير من شاركوا فيها من سكانها، مما أصاب مركز المدينة بحالة من الشلل. وقال زعيم العمال نيل كينوك متحدثاً في الهايد بارك حيث انتهت المسيرة أن الاستخدام الوحيد العاقل لنظام بولاريسي هو طرحه على مائدة المفاوضات لضمان نزع الأسلحة النووية وعمل خفض للتسلح في بقية العالم. وحذر بادي أشدون عضو البرلمان عن الحزب الليبرالي الجمهور من أنهم في حاجة إلى توسيع قاعدتهم وضم أي شخص غير متمسك تماماً بالأسلحة النووية. وقال ان الأشخاص الوحيدين الذين لم يكن بمقدورهم ضمهم هم أولئك المؤيدون لزيادة الأسلحة النووية. وقد جرت مظاهرات أخرى ضد الأسلحة النووية في روما وباريس ومدريد وبروكسل. وكان هدف الاحتجاجات إظهار عدم وجود تأييد لنقل صواريخ كروز وبيرشينج 2 من الولايات المتحدة إلى مواقع أوروبية. وكان من المقرر وصول أول هذه الصواريخ بحلول منتصف نوفمبر. ووصل عدد الصواريخ التي كان من المنتظر نشرها في دول أوروبية من أعضاء حلف الأطلنطي إلى 572 صاروخاً. وتم الاحتفاظ بصواريخ كروز في قاعدة جرينهام كومين بدايةً من نوفمبر 1983 كجزء من (القرار المزدوج) الذي توصل إليه حلف الأطلنطي رداً على القوة العسكرية السوفيتية المتنامية.
|