في مثل هذا اليوم من عام 1964 تم منح الكاتب الفرنسي جان بول سارتر جائزة نوبل للآداب، لكنه أعلن رفضه للجائزة العالمية. وسارتر فيلسوف وروائي ومؤلف مسرحي. بدأ حياته العملية أستاذاً. درس الفلسفة في ألمانيا. خلال الحرب العالمية الثانية حين احتلت ألمانيا النازية فرنسا انخرط سارتر في صفوف المقاومة الفرنسية السرية.
بعد الحرب أصبح رائدا لمجموعة من المثقفين في فرنسا. وقد أثرت فلسفته الوجودية - التي نالت شعبية واسعة - في معظم أدباء تلك الفترة. تميزت شخصياته بالانفصال عنه وبدت وكأنها موضوعات جدال وحوار أكثر منها مخلوقات بشرية ، غير أنه تميز بوضع أبطاله في عالم من ابتكاره.
لم يكن سارتر مؤلفاً مسرحياً محترفاً وبالتالي فقد كانت علاقته بالمسرح عفوية طبيعية. وكان بوصفه مؤلفاً مسرحياً ، يفتقر أيضاً إلى تلك القدرة التي يتمتع بها المحترف بالربط بين أبطاله وبين مبدعيهم. كما كان يفتقر إلى قوة التعبير الشاعري بالمعنى الذي يجعل المشاهد يلاحق العمق الدرامي في روح البطل الدرامي.
تميزت موضوعات سارتر الدرامية بالتركيز على حالة أقرب إلى المأزق أو الورطة. ومسرحياته (الذباب)، (اللا مخرج)، (المنتصرون)، تدور في غرف التعذيب أو في غرفة في جهنم أو تحكي عن طاعون مصدره الذباب. وتدور معظمها حول الجهد الذي يبذله المرء ليختار حياته وأسلوبها كما يرغب والصراع الذي ينتج من القوى التقليدية في العالم التقليدي الذي يوقع البطل في مأزق ويحاول محاصرته والإيقاع به وتشويشه وتشويهه.
وإذا كان إدراك الحرية والوعي بها هي الخطوة الأولى في الأخلاقية السارترية فإن استخدامه لهذه الحرية وتصرفه بها - التزامه- هو الخطوة الثانية. فالإنسان قبل أن يعي حريته ويستثمر هذه الحرية هو عدم أو هو مجرد (مشيئ) أي أنه أقرب إلى الأشياء منه إلى الكائن الحي. إلا أنه بعد أن يعي حريته يمسي مشروعاً له قيمته المميزة.
في مسرحيتيه الأخيرتين (نكيرازوف) (1956) و(سجناء التونا) (1959) يطرح سارتر مسائل سياسية بالغة الأهمية. غير أن مسرحياته تتضمن مسائل أخرى تجعلها أقرب إلى الميتافيزيقا منها إلى السياسة. فهو يتناول موضوعات مثل: شرعية استخدام العنف، نتائج الفعل، العلاقة بين الفرد والمجتمع، وبين الفرد والتاريخ. من مسرحياته أيضاً: (الشيطان واللورد) و(رجال بلا ظلال).
|