Friday 22nd October,200411712العددالجمعة 8 ,رمضان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "حدث في مثل هذا اليوم"

منح السودان حكماً ذاتياً وحق تقرير المصير منح السودان حكماً ذاتياً وحق تقرير المصير

في مثل هذا اليوم من عام 1952 وقع رئيسا مصر والسودان نجيب والمهدي اتفاقاً بمنح السودان حكماً ذاتياً وحق تقرير المصير. وقد كان السودان قبل (الفتح) المصري في العصر الحديث يعيش في ظل دويلات منقسمة على نفسها ومتحاربة، لا تدرك حجم ولا طبيعة الأطماع الاستعمارية الأوروبية التي تتحرك في القارة الإفريقية، وفي تلك الفترة اقتربت الأطماع الاستعمارية من منطقة السودان، وبدأ ذلك برحلات الاستكشاف للمنطقة تمهيدًا لاستعمارها، حيث استطاع (جيمس بروس) اكتشاف منابع النيل الأزرق بالحبشة عام 1770
تكونت منطقة السودان في هذه الفترة من ثلاث ممالك رئيسية هي (مملكة الفونج) الإسلامية وعاصمتها (سنار)، و(سلطنة الفور) في (دارفور)، و(مملكة تقلي) غرب السودان، وكان بينها حروب ومنازعات.
وعلى الجانب الآخر كانت مصر في الشمال تؤسس لبناء دولة حديثة بقيادة محمد علي باشا الذي كشفت له حروبه في الجزيرة العربية عن حاجته إلى موارد ضخمة لإنجاز بناء هذه الدولة العصرية، ومن ثم كان التفكير في التوسع جنوبًا و(فتح) السودان.
وقبيل الفتح المصري للسودان، قام محمد علي باشا بفتح (واحة سيوة) في فبراير 1820 وضمها إلى حدود الدولة المصرية لتأمين حدود مصر الغربية قبل التوجه جنوبًا.
أما فتح السودان فقد جاء لاعتبارات متعددة ومتداخلة، منها الرغبة في اكتشاف مناجم الذهب والماس التي قيل بأنها موجودة بكثرة في (سنار)، إضافة إلى تجنيد السودانيين في الجيش المصري لتنفيذ المشاريع الطموحة لمحمد علي، والقضاء على بقايا المماليك الهاربين للسودان، واكتشاف منابع النيل وتأمينها، وتوسيع حجم ونطاق التجارة المصرية في الجنوب، مع زيادة موارد الدولة المالية من المكوس التي ستفرضها الدولة على التجارة.
وبدأ الفتح المصري عام 1820 ولم يلق الجيش المصري مقاومة تذكر أثناء الفتح باستثناء بعض المناطق في بلاد (الشايقية) وهي القبائل التي تسكن جنوب (دنقلة)، وفي (كردفان) التابعة لسلطان (دارفور)، وفي (سنار)، إلا أن العقبة الرئيسية التي اعترضت المصريين كانت الأوبئة والأمراض التي فتكت بكثير من الجند.
وبلغ عدد الجيش المصري الفاتح حوالي (5400) جندي بقيادة إسماعيل باشا ابن محمد علي، إضافة إلى جيش آخر بقيادة (محمد بك الدفتردار) بلغ (4000) جندي.
وصحب الحملة بعض علماء الأزهر، إضافة إلى المسيو (فردريك كايو) للبحث عن مناجم الذهب.
ووضع (كايو) أهم كتاب يرصد فتح السودان بعنوان (رحلة مروى والنيل الأبيض وفازغلي) في 5 أجزاء.
وقد خاض الجيش المصري في السودان معارك مهمة مثل معركة (كورتي) في نوفمبر 1820، إلا أن مسيرة الفتح توقفت بسبب الأوبئة التي كادت تقضي على الجيش المصري.
وبعد فترة جاء (إبراهيم باشا) بجيش إلى السودان لمساعدة أخيه (إسماعيل)، واقتسم القائدان الزحف، فقام (إسماعيل) بفتح البلاد الواقعة على (النيل الأزرق) حتى منطقة (فازغلي)، أما (إبراهيم) فاخترق جزيرة (سنار) إلى (بلاد الدنكا) على (النيل الأبيض)، وفي هذه الحملة قُتل (إسماعيل بن محمد علي).


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved