جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه). قال ابن حجر رحمه الله في شرح الحديث (قوله (إيماناً): أي تصديقاً بوعد الله بالثواب عليه، و(احتساباً ) أي طلباً للأجر، لا لقصد آخر من رياء ونحوه) انتهى. وهذا الحديث معشر الصائمين يرشد إلى معنى عظيم، وهو أن يصوم المسلم عن ايمان، واخلاص واحتساب للأجر وتعظيم لشعائر الله، لا عن رياء، ولا سمعة، أو تقليد ومسايرة. ولهذا تجد الصائم عن ايمان واحتساب راضياً، مطمئن النفس، منشرح الصدر، مسروراً بصيامه، شاكراً لربه الذي فسح له في عمره حتى بلغه رمضان، فلا ترى في نفسه اضطراباً، ولا في خلقه كزازة، ولا في صدره ضيقاً، بل تراه من أشرح الناس صدراً، وأقواهم روحاً، وأحسنهم خلقاً. اللهم اجعلنا ممن يصومون ايماناً واحتساباً، وصل اللهم وسلم على نبينا محمد.
محمد بن إبراهيم الحمد
عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم المشرف على موقع دعوة الإسلام www.toislam.net |