نلاحظ بين وقت وآخر الكثير من السياسيين والمفكرين في العالم الغربي يتعاطفون مع قضايانا العربية من خلال تصريحاتهم وإدانتهم لبعض السياسات التي تمارسها دولهم سواء كان عن طريق المنابر الإعلامية أو المنتديات الفكرية أو في الكتب التي يؤلِّفونها، علماً بأن هذه المواقف بُنيت على اعتبارات وحقائق اقتنعوا بها من خلال قراءة التاريخ وثقافاته وما يجري على الواقع، ويفترض أن المنظمات العربية بمختلف تخصصاتها أن تقابل هذه المواقف بالتواصل معها وتزويدها بكل الحقائق والمعارف التي تعزز نصرة قضايانا وتوجيه الدعوة لهم لحضور المنتديات الفكرية والندوات فيما يتعلق بالصراع القائم بين الحضارات حتى نستطيع توظيف الإعلام العربي بالشكل المطلوب وخصوصاً عندما تأتي الفكرة من صاحب ثقافة معينة يستطيع أن يتفاعل معها وينقلها إلى من تجمعهم بهم ثقافة واحدة وبالذات في هذا الوقت العصيب الذي تمر به الأمة العربية والتي أصبحت فيه الثقافة السائدة هي الثقافة الغربية والتي جندت لها كل العوامل الأخرى من سياسية واقتصادية واجتماعية وإعلامية.
وقد وظّف الجانب الاقتصادي تحت إملاءات على الكثير من الشعوب والحكام وأصبحت ليس لها حول ولا قوة نتيجة لانعدام توظيف قدراتنا وإمكانياتنا الواحدة لمجابهة ذلك، وأعتقد أن الذي في متناول أيدينا الآن استثمار المواقف الشجاعة التي تحصل من السياسيين والمفكرين الغربيين ويا حبذا أن تكون في كل منظمة عربية شعبة سياسية وثقافية ترصد هذه المواقف وتبرز أعمالهم ليكونوا سنداً لنا في شرح قضايانا العادلة في الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى.
|