هذا العنوان اقتبسته من العدد الخاص الذي أصدرته الجمعية السعودية للإعلام والاتصال وشرعت فعلياً في الترتيب والتنسيق مع إحدى دور النشر الدولية ليرى الكتاب النور في شتى بقاع الأرض وبعدد من اللغات العالمية.
وأحسنت الجمعية صنعاً بهذه المبادرة التي ستزيل كثيراً من الغشاوة التي غطت أبصار العالم الذي أصبح ينظر إلى المملكة بشيء من الريبة والخوف والحذر بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، ويقيني أنّ الجمعية وعلى رأسها الدكتور علي القرني قد اضطلعت بدورها تماماً بعد تلك الأحداث التي هزت العالم، وما هذا الحراك الثقافي العربي الكبير الذي شهده معرض فرانكفورت الدولي للكتاب بألمانيا إلاّ دليل واضح على صدق ما ذهبنا إليه، فمن خلال الاحتفاء بالكتاب العربي بدأ معه العالم الغربي يقترب شيئاً فشيئاً من قضايانا المنسيَّة، ويلامس بقرني استشعار ذكي ما نريد إيصاله لبقية الشعوب من أفكار نرى أنّها يمكن أن تردم الهوَّة السحيقة التي تسبب فيها المتطرفون سواء كانوا من أبناء جلدتنا أو أولئك الذين تمترسوا خلف الفكر الصهيوني الممقوت والذي لا يريد البقاء لأحد على وجه هذه البسيطة، وكلا الفكرين نرى أنّهما يقودان العالم إلى المصير المجهول وغياهب الظلام الذي تسوقنا إليه الحروب غير المبررة، وكل هذا لا يمكن أن يتوقف إلاّ بإعمال العقل والعودة إلى جادّة الطريق بالتفكير السليم والمنطق السوي والعقل الراشد، وبنفسية لا تعرف الدونية أو تؤمن بنظرية التعالي واحتقار الآخر.
ومهما يكن من شيء فإن إشاعة ثقافة الحوار وحوار الثقافات هي التي يمكن أن تكون الترياق والمصل والوصفة العلاجية لحالة العنف والعنف المضاد التي أصبحت مشهداً مألوفاً في عالم اليوم الذي يمسي ويصبح على شلالات الدماء الجارية، وللأسف في أرضنا العربية دون غيرها من بلاد الله الواسعة. إنّ التقارب الذي ننشده ونسعى إليه نحن الشعوب العربية نرمي من ورائه توضيح مواقف مما جرى ويجري حالياً، وإذا وصل هذا الكتاب إلى أيدي قارئيه من غير العرب فليعلموا جيداً أنّ ما حواه الكتاب من آراء وأفكار تمثل بحق الدور الكبير الذي تضطلع به المملكة العربية السعودية والوجه الحقيقي لشعبها، لا أولئك الذين لا يعرفون عن قيم المملكة وشيمها وعاداتها إلاّ الجنسية التي ماتت معهم حين واجهوا الموت والحريق في مركز التجارة العالمي بنيويورك.
وليكن الكتاب الذي ستصدره الجمعية فاتحة خير للتواصل، وثقتنا كبيرة في كتّابنا الفحول الذين سيكتبون للجمعية السعودية للإعلام والاتصال أفكارهم ورؤاهم وتصوراتهم، التي يضيئون عن طريقها الوجه المشرق لهذه البلاد التي تكفَّل الله بحمايتها من كل سوء ومكروه، والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل.
الرياض - فاكس 014803452
|