ترسيخ صورة سلبية للمسلمين

تتعرض معظم الدول الإسلامية والعربية لحملة استهداف جائرة، تأتي في جانب منها بسبب الضبابية التي تحيط باستنتاجات البعض حول ارتباط دول إسلامية بالإرهاب وفقا لصورة يحاول أعداء الأمة ترسيخها في الذاكرة الجماعية للرأي العام العالمي والتركيزعليها وتكرارها لتغدو هي الصورة النمطية للعالم الإسلامي ومن ثم عزل منظومة الدول الإسلامية باعتبار أنها منبع لفكر شاذ لا يتواءم مع عالم يستشرف آفاقا واعدة من التعاون المبني على التقدم العلمي وعلى المشاركة في صنع واقع أكثر إشراقا للبشرية..
غير أن الواقع يثبت أن ديننا الحنيف هو الذي يحض على التعاون بين بني البشر ويعلي عاليا من قيمة الإنسان مكرما إياه باعتباره خليفة الله في الكون والعنصر المكلف بإعمار الأرض، ومثل هذه المبادئ التي تنطوي على تقدير عال للإنسان كما تتضمن قدرا كبيراً من السماحة والإخاء لن تكون بأي حال من الأحوال ذات صلة بالإرهاب، غير أن هناك من يريد استغلال أية هفوة للانقضاض على هذا الدين وللأسف فإن بعض المسلمين المغالين في الدين والمتشددين هم الذين يتيحون مثل تلك الثغرات التي ينفذ منها الحاقدون على الإسلام.. ومن خلال استغلال تلك الثغرات فإن الدول الإسلامية كافة، ومنها المملكة، تصبح في مرمى الهجمات الجائرة مهما ظهرت حقيقة ما يحدث ومهما حاولت الدول المجني عليها تبرئة ساحتها من التهم الباطلة التي ألصقت بها لمجرد أن أناساً محسوبين على الإسلام قد قاموا بأعمال منكرة تتناقض كل التناقض مع سماحة هذا الدين ونطرته الشاملة للإنسان أينما كان باعتباره العنصر الحيوي لإعمار الكون وليس تدميره..
إن النموذج الذي تقدمه المملكة كدولة مسلمة فاعلة في محيطها الإقليمي وذات حضور مرموق على الصعيد الدولي يبدد كل الأوهام التي يحاول البعض إلصاقها بها، فالسعي الدائم من قبل هذه البلاد لتقليل التوتر وإحلال السلام في المنطقة من خلال مختلف المعالجات للصراع العربي الإسرائيلي تعكس حرصا شديدا على تطبيق مبادئ العدل والإخاء التي يحض عليها ديننا الحنيف الذي هو دستور هذه البلاد ومحور كل ما تقوم به وما يصدر عنها في الداخل والخارج.. وكما قال سمو ولي العهد مؤخرا فإن هذه البلاد لا يأتيها إلا كل خير مهما كان ومهما تكالبت عليها بعض الدول ما دامت متمسكة بالعقيدة الإسلامية..
ويبقى الشيء المحوري دائما وأبدا هذا التمسك بالعقيدة والعمل من أجلها ومن أجل الإسلام والمسلمين بالطريقة التي تحقق الخير للأمة، وبالطريقة التي من شأنها دفع الإيجابيات في عالمنا الإسلامي إلى الأمام إلى أن تتحقق الرفعة للمسلمين ويستطيعوا رد كيد الأعداء، وهذا أكثر ما يخشاه الآخرون، أن يستطيع العالم الاسلامي الارتكاز على مكامن قوته الحقيقية المتمثلة في التمسك بهذا الدين القويم..
ولهذا لا يكفون عن محاولة إبعاد المسلمين عنه ومن ثم تجريدهم من هويتهم من أجل التمهيد للانقضاض عليهم.