* الرياض - عبد الرحمن المصيبيح :
أكد مصدر مسؤول في وزارة الشؤون الاجتماعية ان وزارة الداخلية هي الجهة المختصة والمسؤولة عن تفاقم وانتشار الأطفال الأجانب الذين يدخلون المملكة بطرق غير مشروعة من إحدى الدول العربية المجاورة .. وقال المصدر في معرض رده على سؤال ل(الجزيرة) عن هذه الظاهرة وانتشارها بشكل مخيف قال : ان وزارة الشؤون الاجتماعية مسئوليتها تنصب على المتسولين داخل المملكة والذين دخلوها بصفة نظامية ، وتقوم الوزارة حالياً بجهود كبيرة في هذا المجال لمكافحة هذه الظاهرة .. وأهاب المصدر بالجميع البحث عن المستحقين للزكاة بالفعل وان لا تنطلي عليهم تلك الألاعيب والحيل التي ينظمها هؤلاء المتسولون باستخدام الصكوك المزورة للادعاءات الباطلة لبناء مساجد وجمعيات خيرية في بلادهم وكذلك مستشفيات.
الجزيرة تلتقي الأطفال الأجانب:
هذا وقد حرصت الجزيرة ليلة البارحة في شوارع الرياض ان تلتقي هؤلاء الأطفال الأجانب الذين تم تهريبهم من إحدى الدول العربية المجاورة ، والبعض منهم يعلم بذلك أسرهم ويتواجدون معهم والبعض الآخر لا يعلم ذلك ، تحدثوا للجزيرة عن المعاناة والآلام التي يواجهونها في محنتهم.
البداية في شارع التخصصي:
حينما حاولنا الحديث مع هؤلاء الأطفال طلبوا منا عدم ذكر الاسم كاملاً خوفاً من رئيس العصابة ان يبطش بهم ، وفضلوا ذكر الاسم الأول تقول الطفلة (ف) وعمرها (6) سنوات حقيقة انني أعاني وأتألم من الجوع والبطش الذي نواجهه من رئيس العصابة في الرياض ، حيث يقومون بتغيير مسكننا من مكان إلى آخر لكي لا يكتشف أمرهم ، كما يحرموننا من الأكل والملبس وأن نسير حفاة القدمين وبملابس قديمة لكن نستدر عطف الناس .. أتمنى ان أعود إلى والدي ووالدتي فقد تعبنا وتألمنا ونحن نعيش بهذه الطريقة ، حرمونا متعة ولذة الطفولة وكل منا يخاف أثناء العودة في المساء إلى السكن لكي يواجه مصيره المحتوم إذا لم يحضر مبالغ كبيرة.
نخشى من الفئة الضالة:
هذه الأيام أصبحنا نشاهد عند الإشارات أناسا في سياراتهم يحاولون استدراجنا وأخذنا معهم للتغرير بنا وإيقاعنا في أشياء دنيئة وخسيسة بحق هذا البلد يغروننا بألعاب الأطفال وبالمبالغ ويعرضون علينا سكنا فاخرا به كل ما نتمناه ، نرجو من السلطات السعودية في الداخلية سرعة التحرك وإنقاذنا من هذه الطغمة الفاسدة التي بدأت تتواجد عند الإشارات ويحاولون استمالتنا برقة وحنان بهدف جرنا وجذبنا .. انتظر اليوم الذي نعود فيه إلى بلادنا دون أن يغرر بنا نحو هذا البلد الآمن.
أما الطفل الذي رمز الى اسمه الأول (ع) فقال كما تحدثت أختي الصغيرة أصبحنا نواجه عند الإشارات الفضوليين والمأجورين الذين تنكروا لوطنهم ويريدون ان يحققوا مآربهم الخسيسة والدنيئة ضد هذا الوطن ، أمس كان يحدثني أحد هؤلاء وهو في سيارته (ويرتدي الزي الرياضي) يقول تعالوا معنا لدينا مسكن وفلوس والعاب أطفال.
الجزيرة تلتقي بعدد
آخر في العليا:
وفي طريق العليا العام انتشر مجموعة من هؤلاء الأطفال الصغار من غير السعوديين ، يقول ماذا تريد ان أتحدث إليك:
نحن نعاني من الجوع والفقر والبطش من رئيس العصابة إذا لم نحضر مبلغاً كيبر من المال ، زد على ذلك أننا أصبحنا نعاني من بعض الاشخاص فمناظرهم تخيفنا ويطلبون منا الذهاب معهم إلى أماكنهم ، حيث سيقدمون لنا الهدايا والالعاب ونخشى ان يستخدموننا في أشياء تمس بأمن هذا الوطن.
كل ما أتمناه من وزارة الداخلية السعودية أن تتحرك نحونا وتعيدنا إلى بلادنا ، فنحن نكن للمملكة كل تقدير واحترام وهي قبلة المسلمين وبلاد الحرمين.
الجزيرة تلتقي بعدد من المواطنين والمقيمين:
وحول انتشار الأطفال الأجانب عند الإشارات للتسول وخطورة هذا الأمر وما يسببه من مشاكل ، التقينا في البداية بالمواطن محمد القحطاني فقال : حقيقة ان ظاهرة انتشار الأطفال بهذا الشكل عند الإشارات وتعريض أنفسهم لحوادث المرور شيء مؤلم ويحتاج إلى وقفة من وزارة الداخلية ممثلة في أجهزتها ذات العلاقة للقضاء على هذه الظاهرة.
فهؤلاء الأطفال لا نريد أن نتركهم بهذا الشكل ولا نسمح لضعفاء النفوس من التغرير بهم واستخدامهم في أعمال تمس أمن المملكة.
فهذا الطفل قد يغريه هؤلاء من ضعفاء النفوس بالمال وألعاب الأطفال وغيرها لكي يقع فريسة لهم.
وقال السيد محمد بيومي من مصر ويعمل في إحدى الشركات : حقيقة ان موضوع التسول مشكلة عالمية ليست في المملكة فقط بل في جميع الدول ، لكن يجب عدم التهاون بها خاصة أن هؤلاء الأطفال من صغار السن من السهل التغرير بهم وإيقاعهم في أمور لا تحمد عقباها .. نتمنى ان تهتم جهات الاختصاص بهذه القضية.
كما التقينا بالمواطن عبد الله إبراهيم الخميس فقال : أولاً أشكر جريدة الجزيرة على إثارة هذا الموضوع المهم.
لقد لاحظنا كثرة انتشار هؤلاء الأطفال عند الإشارات بشكل مخيف ندعو الى سرعة التحرك من قبل جهات الاختصاص لأن الملاحظ حينما نتحدث مع هؤلاء الأطفال عند الإشارات نسمع أشياء تؤلم وتدمي الجبين ، مثل معاناتهم من رئيس العصابة الذي ينتظرهم في المساء إذا لم يحضروا المبلغ المطلوب ، إضافة إلى حرمانهم من الأكل النظيف والملابس الجميلة.
كل ما نتمناه ان تتم معالجة تلك المشكلة والقضاء عليها ونحن نقدر ونثمن جهود وزارة الداخلية باعتبارها الجهة المسؤولة عن هؤلاء الأطفال الأجانب ،
والشيء المخيف أين تذهب تلك الأموال التي يجمعونها وقد تستغل في أعمال مخيفة ومشينة وتحقق أهداف الفئة الإرهابية الضالة ..
مطلوب منا جميعاً البحث عن مصادر الناس الذين يستحقون للزكاة بحق وحقيقة وان لا تأخذنا العاطفة في أمور لا نحمد عقباها.
|