Friday 22nd October,200411712العددالجمعة 8 ,رمضان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "محليــات"

نصح الإرهابيين بالتوبة وعدم إعانة أعداء الإسلام.. سماحة المفتي لـ(الجزيرة): نصح الإرهابيين بالتوبة وعدم إعانة أعداء الإسلام.. سماحة المفتي لـ(الجزيرة):
الخروج على ولي الأمر ومعارضته وخلع بيعته والتأليب عليه من كبائر الذنوب

  * حوار - مسلّم الشمري:
دعا مفتي عام المملكة سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ عناصر الخلايا الإرهابية أن يراجعوا أنفسهم ويجعلوا من هذا الشهر العظيم فرصة للرجوع إلى الحق وجادة الصواب.
وقال سماحته في حديث خاص ل(الجزيرة): إن مراجعة الحق خير من التمادي في الباطل، وحث سماحته كل مارق بالتوبة إلى الله وترك هذا الطريق السئ ولا يكونوا عونا لأعداء الإسلام على بلاد الإسلام وأهل الإسلام.
وحول تبشير أحد السعوديين بدين جديد أسماه دين الإنسانية قال سماحته هذا الكلام خطير يخرج عن دائرة الإسلام والعياذ بالله.
وإلى تفاصيل الحوار:
* سماحة الشيخ ما هي الدعوة التي توجهونها في هذا الشهر المبارك لعناصر الخلايا الإرهابية؟
- الحمد لله.. شهر رمضان هو شهر الصيام والقيام وتلاوة القرآن وهو شهر الصبر، شهر تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب النيران وتصفد فيه الشياطين، هذا الشهر الكريم العظيم من أعظم مواسم الخيرات، لياليه خير الليالي ففيه ليلة القدر خير من ألف شهر، فهو فرصة عظيمة للازياد من الطاعات والتخلص من المعاصي والسيئات وصدق التوبة واللجوء إلى فاطر السموات والأرض ، ونحن هنا ندعو أولئك الذين سلكوا ذلك المسلك الخطير ورتعوا في مرتعه الوخيم واستحلوا دماء المعصومين وأموالهم، أدعوهم أن يراجعوا أنفسهم ويجعلوا من هذا الشهر العظيم فرصة للرجوع إلى الحق فإن مراجعة الحق خير من التمادي في الباطل فتوبوا إلى ربكم القائل: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} وأقول إن الطريق الذي سلكتموه طريق باطل ومحرم لم يقركم عليه عالم معتبر، فالبدار.. البدار بالتوبة حتى تغتنموا فرصه هذا الشهر للتزود من الطاعات.
* وماذا تقولون لمن تسمي نفسها بالمعارضة في الخارج؟
- الأصل أن الخروج على ولي أمر المسلمين ومعارضته وخلع بيعته والتأليب عليه كل هذا من كبائر الذنوب وعظائم الأمور، ونحن ندعو كل من سلك هذا السبيل إن كان يؤمن بالله واليوم الآخر ويعظم الكتاب والسنة أن يتوب إلى الله ويترك هذا الطريق السئ الباطل والله تعالى يقول: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى} والنبي صلى الله عليه وسلم قد بين وجوب طاعة الإمام والحفاظ على البيعة وحرم الخروج عليه ومعصيته، والمعارضون (كما يسمون أنفسهم) قد ارتكبوا خطأ جسيماً فإنه حتى لو صدر من الإمام ظلم أو رأينا منه ما نكره فإن الواجب الصبر كما بين ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، حفاظا على اجتماع كلمة المسلمين وبعداً عن تفريق صفهم، ومن المحاذير الخطيرة جداً في وجود المعارضة، أنها تكون عونا لأعداء الإسلام على بلاد الاسلام وأهل الإسلام وهتكاً لأسرار المسلمين ونبذ الفرقة بينهم وتيهئة الذرائع لأعداء الله حتى ينالوا من بلاد المسلمين وكل هذا محرم والإعانة عليه والإقرار به محرم أيضاً.
* سماحة الشيخ.. ظهر أحد السعوديين في إحدى القنوات الفضائية مؤخرا يتحدث عن دين جديد أسماه دين الإنسانية، كيف يعلق سماحتكم على هذا الكلام؟
- هذا الكلام ظاهر البطلان فالله تعالى يقول: {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ}. فمن ادعى دينا غير الإسلام أفضل منه أو يقوم مقامه فقد كذب الله في خبره وناقض ما جاء به رسله عليهم السلام، ومثل هذا الكلام خطير يخرج عن دائرة الإسلام والعياذ بالله، فالواجب على من صدر منه هذا القول المبادرة بالتوبة لعل الله أن يعفو ويغفر والله غفور رحيم لمن تاب وأناب أما من تمادى في غيّه فإن الله شديد العقاب.
* وما هي الكيفية التي يمكن أن نرد بها عليه شرعاً؟
- الأصل أن من صدر منه هذا الكلام يناصح ويعلَّم إن كان جاهلا فإن أصَّر وجبت إحالته إلى المحاكم الشرعية للنظر في أمره بموجب الشرع حماية لجناب الشريعة.
* سماحة الشيخ.. في شهر رمضان المبارك تعج وتزخر القنوات الفضائية العربية بالبرامج والأغاني والمسلسلات لجذب أكبر عدد من المشاهدين ما هي النصيحة التي يوجهها سماحتكم للمستثمرين في هذا الجانب ولمتابعي هذه الفضائيات؟
- ننصحهم بتقوى الله عز وجل، وشهر رمضان شهر الصيام، والصيام من أعظم الحكم في مشروعيته ما نص عليه في كتابه حيث قال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} فتحصيل التقوى وهي أن يجعل العبد بينه وبين عذاب الله وقاية بفعل أوامره واجتناب نواهيه، هذه التقوى تحقيقها هو أعظم مقاصد الصيام ولاشك أن نشر الفواحش والغناء ونحوها من البرامج الهابطة من أعظم الذنوب، يقول الله عز وجل: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} وليس الشأن في جنس من ينشر هذه الأمور ولا بلده وإنما الشأن في المادة التي تُبث وتُنشر فإن كانت خيرا شجعناها ودعمناها وأيدناها وإن كانت شراً رفضناها وأنكرناها ونصحنا فاعل ذلك ومن أعان عليه وخوفناه بالله عز وجل كائناً من كان.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved