إن من طبيعة الإنسان الغفلة والنسيان، ومن صفات الدنيا الغرور والإلهاء وإذا اجتمعت هذه على الإنسان فإن قلبه يقسو، ونفسه تعصي، ومن ثم يضعف إيمانه بالله تعالى، ويجتمع همه للدنيا.
لكن المسلم في شهر رمضان الكريم حينما يحس بالجوع والعطش وفقدان بعض النعم ينبغي له أن يحس بغيره من المسلمين الذين يفقدون هذه النعم طوال العام بل إن بعضهم يفقدها طوال حياته، ينبغي أن نتذكر إخوانا لنا شردتهم قوى الظلم والطغيان، فهم في العراء، لا بيوت تؤويهم، ولا لباس يقيهم بأسهم، يبيتون بلا طعام، ويمسكون من غير سحور، بل قد يفطرون على ماء، يتسولون الجمعيات التنصيرية بلفة من عيش، أو قليلا من دقيق أو رغيفا من خبز، فالمساومة مع أولئك على الدين الذي هو رأس المال.
إننا نرى حرص المسلمين ومسابقتهم على الخير حينما نمر على المساجد فنرى الموائد قد عرض عليها أنواع مما لذ وطاب من مأكول ومشروب وهذا في حد ذاته طيب ورائع ويدل على حب الناس ورغبتهم في الخير، إلا أننا قد ننتبه إلى باب من أبواب مواساة الناس في هذا الشهر الكريم لكننا قد نغفل عن أبواب كثيرة، كمواساة المسلمين المنكوبين في شتى أصقاع الأرض، ومواساة المرضى والمصابين، وغيرها من أبواب الخير العظيم.
أيها الصائم الكريم:
اذكر حين تجتمع مع أهلك وأولادك لتملأوا بطونكم شبعا وريا، اذكر جوع الجائعين، ولوعة الملتاعين، وعبرات البائسين، واذكر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (ليس المؤمن الذي يشبع وجاره جائع إلى جنبه).
( * ) الرياض |