قد يظن البعض أن من صور الظلم اجتهاد الحاكم أو قضاء القاضي أو أي مسؤول ، إذا بذلوا وسعهم ثم وقعوا في الخطأ فإننا لا نعد الخطأ منهم ظلماً ، والأصل في ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : (فلعل بعضكم يكون ألحن بحجته من بعض فأقضي له بنحو ما أسمع ..) الحديث.
وإن من صور الظلم الواقع في مجتمعنا والذي لا مجال للاجتهاد فيه :
أولاً : ظلم العامل الوافد في تكليفه بالأعمال الإضافية ، ومخالفة ما تم الاتفاق عليه في مكاتب الاستقدام ، أو تحويل عمله من سائق إلى مزارع مثلا بدون رغبته ، أو الضغط عليه في قبول أعمال أخرى ، أو تأخير راتبه وغير ذلك ، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : (أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه) ويقول : (لا تكلفوهم مالا يطيقون فإن كلفتموهم فأعينوهم) الحديث ، هذا في شأن المملوك فكيف بغيره من الوافدين الأحرار في هذا الزمن.
ثانياً : ظلم الخادمة وتكليفها بالعمل ساعات كثيرة ، وإلزامها بالسهر في ليالي الصيف مع الكد والغسل والكنس ، والويل لها إن تأخرت أو تضجرت أو تأففت ، فالولد يصرخ والأم تشتم والأب يتوعد والضحية الخادمة المظلومة.
ثالثاً : ظلم العمالة غير المسلمة في الشركات والمؤسسات وإيذاؤهم لكونهم غير مسلمين.
رابعاً : غصب الأراضي وأكل ميراث البنات وأكل مال الزوجة وأكل مال اليتيم والمماطلة في سداد الديون لقوله صلى الله عليه وسلم : (مطل الغنى ظلم).
خامساً : من صور الظلم : شهادة الزور والشكاوى الكيدية وأخذ الرشوة ، والكتابات الجائرة في شبكة المعلومات (الإنترنت).
سادساً : من صور الظلم ظلم المسؤولين .. روى البخاري ومسلم في صحيحهما أن أهل الكوفة شكوا أميرهم سعد بن أبي وقاص الى الخليفة عمر بن الخطاب (ومضمون الشكوى الكيدية) أنه لا يحسن الصلاة ، ولا يقسم بالسوية ، ولا يعدل في العطية ، ولا يسير في السرية ، فأرسل عمر في ذلك رجالا ليستوثقوا الخبر فتبين أن صاحب الشكوى يدعى أسامة بن قتادة العبسي ، وأنه ظالم لسعد فدعا عليه سعد بقوله : (اللهم اعمِ بصره ، وأطل عمره ، وأدم فقره وعرضه للفتن) فأصيب الرجل بدعوة سعد.
هذه بعض صور الظلم الواقعة في مجتمعنا.
وأخيراً ليعلم الظالم أن الله له بالمرصاد { .. وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ } وأن للمظلوم دعوة مستجابة.
أسأل الله أن يرفع الظلم عن المظلومين من المسلمين في كل مكان.
( * ) المجمعة |