نقاط فوق الحروف
استقبال شهر رمضان (1)
علي بن عثمان عمير

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
لله في ايام دهرنا نفحات، ورسولنا الكريم صلّى الله عليه وسلم يوصينا أن نتعرض لتلك النفحات فنقبل على ربنا بالطاعات ونتقرب إليه بالعبادات، ومن أيام الله شهر تتضاعف فيه الحسنات وتُغفر الذنوب وتُمحى السيئات، هذا الشهر هو شهر رمضان الذي كرّمه الله تعالى بنزول القرآن الكريم، ومن أجل ذلك يجب على المسلمين أن يستقبلوا هذا الشهر الكريم استقبالاً يليق بمكانته السامية ومقامه الرفيع فيتحللوا من المظالم، ويعلنوا التوبة النصوح، وينظفوا ضمائرهم ويطهروا قلوبهم وصدورهم من الحقد والحسد ليكون صومهم مقبولاً ويرفع الله عنهم بوائق نقمته ويتولاهم في الدنيا بسوابغ رحمته ويتغمدهم في الآخرة بعفوه ومغفرته.
ولقد كان سلفنا الصالح رضوان الله عليهم يستعدون لاستقبال شهر رمضان قبل حلوله بستة أشهر ثم يدعون الله تبارك وتعالى ستة أشهر أخرى أن يتقبله منهم، وكان من دعائهم عند حضور شهر رمضان (اللهم سلّمني إلى رمضان وسلّم لي رمضان وتسلّمه منّي متقبلاً).
ومن دعائهم أيضاً: اللهم قد أظلنا شهر رمضان وحضر فسلّمه لنا وسلّمنا له وارزقنا صيامه وقيامه وارزقنا فيه الجد والاجتهاد والنشاط وأعذنا فيه من الفتن. ولما كان هذا الشهر من أكرم الشهور عند الله كان صلّى الله عليه وسلم يبشر أصحابه بقدومه مبيناً لهم منزلته لهم وما فيه من الخير للمسلمين ليقبلوا على الله فيه، وليستعدوا لصيام أيامه وقيام لياليه طلباً لثواب الله، ورغبة فيما عنده سبحانه من خيري الدنيا والآخرة. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان النبي صلّى الله عليه وسلم يقول قد جاءكم شهر رمضان شهر مبارك كتب الله عليكم صيامه، فيه تفتح أبواب السماء وتغلق فيه أبواب الجحيم وتغل فيه مردة الشياطين، لله فيه ليلة خير من ألف شهر، من حُرم خيرها فقد حُرم.
فيا أخي المسلم أمامك الخير الكثير والثواب الجزيل فلا تحرم نفسك من هذا الفيض الربّاني وسارع الى ربك في أيامك المقبلة بالصيام وتلاوة القرآن والمزيد من البر والإحسان ليكون لك رصيد عند ربك وليشهد لك رمضان يوم الحشر العظيم أمام أحكم الحاكمين.
أخرج الإمام مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان مكفّرات لما بينهن إذا اجتنبن الكبائر). اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلّغنا رمضان وصلّى الله وسلم على نبيّنا محمد وعلى آله وأصحابه.