|
انت في
|
*إعداد: محمد بن سليم اللحام*
حقيقة الصوم وأبدى أسفه على من يفرط في وقت السحر ووقت الاستغفار ووقت النزول الإلهي ويجعلها فرصةً للعب واللهو، لافتاً إلى أهمية تدريب النفس وتوطينها على هجر المعاصي، فرمضان لترك الذنوب. كما أن المعنى السامي للصيام يجمع بين التقوى الحسية والتقوى المعنوية، فمن أخلّ بواحدة منهما فما استكمل الصيام، ولذا قال جلا وعلا: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (البقرة 183) , ويؤكد هذا المعنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: (من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه) رواه البخاري، قال بعض السلف: (أهون الصيام: ترك الطعام والشراب) . وخاطب أهل اللهو والعبث ومتابعي البرامج غير اللائقة بقوله: نبيكم صلى الله عليه وسلم يقول: (ليس الصيام من الأكل والشرب إنما الصيام من اللغو والرفث) رواه ابن حبان، هذا هو الصيام، فإذا تحقق فيه ذلك كان جُنة من المعاصي. مؤكداً أن الصيام الذي لا يمنع من الوقوع في المنكرات كالنظر إلى الحرام والسب والشتم والخصام والغيبة والنميمة والقيل والقال والولوغ في الأعراض فليس بصيام، إنما الصيام من اللغو والرفث، إذا تحقق هذا كان جنة من المعاصي وبالتالي جنة ووقاية من النار، قال صلى الله عليه وسلم: (الصيام جنة يستجن بها العبد من النار)، وقال أيضاً: (الصيام جنة، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يفسق ولا يجهل، فإن سابّه أحد فليقل: إني صائم) رواه الشيخان. وقال صلى الله عليه وسلم: (ربَّ صائم حظه من صيامه الجوعُ والعطشُ، وربَّ قائم حظه من قيامه السهرُ) رواه النسائي وابن خزيمة. وقال الصحابيُ الجليلُ جابر بن عبد الله رضي الله عنه: (إذا صمتَ فلْيصمْ سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمحارم، ودع عنك أذى الجار، وليكن عليك وقارٌ وسكينة، ولا يكن يومُ صومك ويوم فطرك سواءً) . الهمة العالية وعبر عن تعجبه ممن يخالف سلف الأمة الذين كانوا يبذلون الجهد في الاستعداد لرمضان بهممٍ عالية وعزائم قوية وإرادات ماضية ليستغلوا رمضان في طاعة الله ليجعلوه منطلقاً للخيرات ومنطلقاً إلى التوبة وإصلاح النفس والحال. وقال: ومع ذلك فإننا نجد عجباً من بعض الناس يستعدون لرمضان، ولكن بما يفسد على الناس صومهم ويهدم أخلاقهم ويبعدهم عن تحسس واستشعار معاني الصيام والقيام، فيستعدون باللهو والعبث وبما يفسد حرمة هذا الشهر الكريم داعياً فضيلته من ابتلوا بهذه القنوات أو المجلات أو بتضييع أوقاتهم فيما لا يفيد ولا ينفع للتفكر في إبدال السيئة بالحسنة، وقال: لماذا لا نغتسل بماء التوبة النصوح من حمأة الخطايا؟ ولماذا لا نجعل هذا الشهر الكريم بداية لأن نهجر هذا الحال سيما ونفوسنا مهيأة للخيرات؟ رمضان التوبة وأكد أن رمضان شهر التوبة، وقال: فأي رمضان يكون رمضانك؟! فلقد صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر فقال: (آمين, آمين. آمين) فقيل: يا رسول الله، إنك صعدت المنبر فقلت: آمين آمين آمين!! فقال: صلى الله عليه وسلم: ( إن جبريل عليه السلام أتاني فقال: من أدرك شهر رمضان فلم يُغفر له فدخل النار فأبعده الله، قل: آمين، قلتُ: آمين) أخرجه ابنُ خزيمة وابنُ حبان. وأضاف: فهذا زمان التعبد إن كنت مستعداً فبادر الفرصة، وحاذر الفوتة، ولا تكن ممن أبى، وخرج رمضان ولم ينل فيه الغفران والمنى. شهر المحاسبة وبيّن الشيخ السبر أن رمضان يعتبر شهر المحاسبة، وتساءل: فأي رمضان يكون رمضانك؟! وقال إن المطلوب منا والمتوقع منا أن نراجع حساباتنا، ونصلح حالنا، فهلا عشنا رمضان بتوبة وأوبة ورجعة صادقة إلى مولانا، وترك المنكرات، قال تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } (الزمر 53). وقال سبحانه: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ {8} } التحريم. وهلا فتحنا في رمضان صفحة للمحاسبة والمراجعة، قال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ {18} } (الحشر 18). * إدارة العلاقات العامة والإعلام بالرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر |
[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة] |