Friday 22nd October,200411712العددالجمعة 8 ,رمضان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "شواطئ"

(البرتقالة) أشعلت في نسائنا نار (الغيرة) (البرتقالة) أشعلت في نسائنا نار (الغيرة)

من على جسر ثقافة الفن الزائف ضجّت برتقالة.. وبرقصات الخصر خلّفت ألف هالة.. وتحت ضجيجها جرّت ألف مقالة ومقالة.. وليحكم لنا التاريخ بأن نقرأ واقعاً مريراً مهيناً.. أذل ذكرى وصدى تاريخنا العريق وحطم ثقافتنا ونصوص شرعنا وأدبنا القويم.. بثقافة الرقص على البرتقالة! ومن وحي البرتقالة كتبت هذه المقالة! نعم يوم أن قرأت عبر صفحات شواطئ الرائعة عن تلك (البرتقالة) والتي تفاعلت في محيط القراء فكان ولا بد أن تتفاعل في محيطي على اعتبارها (ثقافة فنية هابطة بكل ما تحمله الكلمة من معنى)!!؟؟
هي والله ثقافة مقيتة.. واستنساخ لثقافات عدة..
فكرت أن أجدف معكم بمجاديف (وجع البرتقالة) علّي أرحل معكم في أعماق إثبات سقوط هذه الترهات الفنية الماجنة.. لنتجول في ثنايا النفس.. ونعلن سقوط برتقالتهم فكرياً وأخلاقياً سقوطاً ذريعاً. وكم تمنيت أن أبحر بكم عبر هذا الموضوع وأن أفتح مزاليج أبواب ذاتكم.. بل ذات من تراقص على أنغام هذه البرتقالة.. وأرجو أن يكونوا ممن (يجيد فن الغوص، والعوم في أعماق حروفنا وأهدافنا السليمة) علنا نقف على شاطئ من شواطئ الجزيرة.. ولنصل إلى حقائق ومواقف برتقالية جديدة تؤكد لنا اغتيال قيمنا الأخلاقية وسقوط جيلنا في معمعة (الموضة السافرة) ..
قدر لنا أن نقف من التاريخ المعاصر موقف المشاهد.. لهذه الثقافة الهشة الممجوجة!! و(نرى ونسمع بفتياتٍ) يتراقصن على أنغام برتقالتهن بكل غنوجة!
آه..ما أعتاها.. وما أقساها من صور مخجلة.. لا تقولوا: لم نسمع أو لم نقرأ.. فالبرتقالة شغلت بعض الناس في كل خانة.. وتبذلت في حل حانة!
قدر لبعض فتياتنا وبعض شبابنا أن يريقوا ما تبقى من كؤوس الحياء على أنغام هذه البرتقالة يوم أن تعالت الأخبار والنوادر عنها.. وما أثمرت عنه بضجيجها من تفاعلات مسمومة.. ألقت بأطفالنا على صفيح هذا الغثاء الساخن الساذج وفي فضاء الفضائيات الساقطة.. ولتتلقف الفتيات الصغيرات.. (كتالوج) هذه البرتقالة.. لِيَرْسِمنَها (في فناء) المَدْرَسة.. لم لا!؟
وبعضهن يفتقد لأبسط أصول التربية... ومعالجتها مع الأبناء في المنزل؟؟ وهذا ما نما إلى علمنا يوم أن سمعت بقصة تلك الفتاة الصغيرة البرئية التي تدرس في الصف الأول الابتدائي.. والتي أخذت تتراقص مع زميلاتها يمنة ويسرة أثناء الفسحة والفتيات الصغيرات يتراقصن معها.. وإذا بالمعلمة.. تستوقفهنّ عن الرقص، وتسأل إحداهن عن الذي تفعله!؟؟ وإذا بالطفلة الصغيرة تقول: (هذه رقصة البرتقالة يا أبلة!!؟؟) .
ألهذا الحد استهوتهم (برتقالة) !؟؟ ولكن هيهات.. هيهات.. ليس من إدارة تربوية تفند مفرداتها التربوية على صفيح هادئ من الحوار الناجح مع الأبناء.. فتنهر مثل هذه الفتيات عن إعادة هذا الضجيج والصخب البرتقالي.. حتى المنزل أضحى بعيداً عن تقنين وتلقين آدابه التربوية إلى أطفالنا المساكين.. والذين هم بالكاد وقعوا أسارى لمثل هذا الفن الهابط وراحوا يتراقصن على أنغام هذه البرتقالة السخيفة في الوقت الذي لم نجد فيه من ينكر عليهن - بل على من يكبرهن- مثل هذا التصرف المشين!!
** إلى اللاتي قلبن ظهر المجن.. وانزوين في ركن هشاشة المستقى.. وارتشفن من كأس الغنج والتمايل.. وسبحن في فضاء هذه الفضائيات.. فإليهن أقول: ألهذا الحد تشرذمت عواطفنا.. ألهذا الحد تبحبحت أسماعنا وأعيننا بصولات وجولات مسيئة لعاداتنا وتقاليدنا حتى استقرت في عالم مغامرات ونزوات شريدة.. أضاعت هويتها عن نص شريعتنا السمحاء. أين نحن من ذلك!!؟؟ إن ما يشاهده الكثير عبر بعض القنوات الفضائية ما هو إلا ضرب من ضروب (الأخلاق المهدرة).. والسفر إلى دهاليز الابتذال بكل مُسخه ومجونه!!
أما آن لنا أن نستيقظ من رحلة الغفلة!! بل كيف ارتضى بعضنا لنفسه مشاهدة هذه البرتقالة .. وسمح لنفسه بأن يسحب من تحت رجليه شرف الانتماء إلى مملكته السعيدة.. زوجته المصونة ويتخلى عنها في ساعات حضرت فيها نزوات النفس!! أو: هل قدّر له يوم أن تعلق بالبرتقالة أن يبيع رسائل زوجته وحبيبته في مزاد فضائي بخيس مقيت..!!
عفوا عزيزي الزوج!! ارجع إلى الوراء قليلا في لحظات انغماسك بهذه التفاهات.. وتذكّر ساعتها وفاء زوجتك.. وتضحياتها الجسام والتزامها التام بك. عندها.. لن ترضى رجولتك وشهامتك بسرقة نظرات برتقالية. من على الشاشة الفضيّة.. ولن تشعر عندها بالزهو والمباهاة ذلك أنك نلت حباً حقيقياً عذرياً صعب المنال فلا تفرّط به!!
أحبتي: لنستأصل ما يسوق إلى توتر علاقاتنا الزوجية.. وإلا أُصبنا بشعور يحمل جام الغضب.. معلباً بخليط من الخيبة والحقد والغيظ والانتقام والكراهية!!.
هذه الأيام جاءت (البرتقالة) لتعلفنا فناً سقيماً.. أثارت فيما تبقى من عواطفنا.. إحباطات أقلقت نساءنا.. وأشعلت فيهنّ نار الغيرة حتى لتكاد تتحوّل رؤوسهن إلى مستودع لذخيرة أفكار ووساوس متفجرة وشديدة الاشتعال قد تؤذن بخراب ودمار البيوت لا قدّر الله! .. يوم أن عُرِضَتْ هذه المشاهد على شاشة الفضائيات.. ولكن تظل مخافة الله يوم الحساب والعقاب هي الرادع هي التي ستكبح جماح أهواء البشر
فانتشلوا أنفسكم أيها الأزواج من صندوق البرتقالة الغنائية والذي أحكم سطوته عليكم قبل أن تصابوا بالسكتة العاطفية.. فتتهدّم على أثرها علائقكم الاجتماعية مع زوجاتكم من أجل لذة لنظرة عابرة قد تكون قاتلة لمشاعركم ومشاعر زوجاتكم..!!.

سليمان بن ناصر عبدالله العقيلي
المذنب - ص.ب 25 الرمز 51931


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved