Friday 22nd October,200411712العددالجمعة 8 ,رمضان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "شواطئ"

حجام رفحاء يكشف خفايا (الحجامة) لـ(شواطئ ): حجام رفحاء يكشف خفايا (الحجامة) لـ(شواطئ ):
نعالج أكثر من ثمانين حالة من الأمراض المتفشية!!

* رفحاء - تقرير -حماد الرويان:
الحجامة ممارسة طبية قديمة فهي سحب الدم الفاسد من جسم الإنسان بطريقة بسيطة وسهلة وقد عرفها العديد من المجتمعات البشرية، من مصر القديمة غرباً التي عرفتها منذ عام 2200 ق.م ومروراً بالآشوريين عام 3300ق.م، إلى الصين شرقاً، فالحجامة مع الإبر الصينية أهم ركائز الطب الصيني التقليدي حتى الآن، وقد عرف العرب القدماء الحجامة - ربما تأثراً بالمجتمعات المحيطة - وجاء الإسلام فأقر الممارسة، فقد مارسها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ففي الصحيحين أن النبي (صلى الله عليه وسلم) احتجم وأعطى الحجام أجره، كما أثنى الرسول (صلى الله عليه وسلم) على تلك الممارسة، فقال كما جاء في البخاري: (خير ما تداويتم به الحجامة) وقد ورد في الطب النبوي: ابن قيم الجوزية. وهو قول اجتمعت فيه الحكمة العلمية التي كشفتها البحوث العلمية مؤخراً.
وفي الآونة الأخيرة أثار قرار وزارة الصحة مؤخراً إغلاق محلات الحجامة استهجان البعض وخاصة أصحاب المهنة خصوصاً الذين يمارسونها منذ أمد بعيد فقد أكد الحجام (مصعب الشيخ حسن) صاحب عيادة حجامة في محافظة رفحاء قائلاً: إنني درست الطب البديل في جامعة حلب وتخرجت منها بتخصيص الحجامة ذاكراً ان خبرته تمتد إلى أكثر من (8) سنوات في هذا العمل ولم يحصل ان شكا أحد من الذين حجم لهم من أي ضرر بل على العكس من ذلك فكثير منهم يطلب الحجامة مرات ومرات عديدة خلال العام الواحد وقد تعافى الكثير من الناس من أمراض مستعصية باذن الله تعالى عن طريق الحجامة ويقول انه خلال عمله بالحجامة لقي شهرة كبيرة وواسعة داخل محافظة رفحاء وخارجها من مناطق المملكة نظراً للنجاحات التي حققتها في هذا المجال مع كثير من المرضى الذين عالجتهم بالحجامة وعلى سبيل المثال اليكم بعضاً منها فقد حضر لي يوم من الأيام شيخ كبير من أهالي رفحاء يتجاوز عمره (70) سنة مع ابنائه إلى عيادتي بغرض اجراء حجامة له وبعد ان شرح أبناؤه لي حالته واخبروني انه قد أصيب بجلطة في الرأس قبل خمسة اسابيع وعلى اثرها فقد بصره بالكامل وبعد ان عملت له الحجامة في الرأس وبعد ثلاث دقائق من الحجامة رجع له بصره ولله الحمد والشكر ذاكراً قوله صلى الله عليه وسلم: (نعم العبد الحجام يذهب الدم ويجفف الصلب ويجلو عن البصر) رواه الترمذي. وكذلك أتاني رجل مسن من أهالي رفحاء لا يحضرني اسمه الآن مصاب بجلطة دماغية منذ أكثر من ست سنوات وبعد الحجامة عندي في العيادة شفي ولله الحمد وهو الآن بصحة جيدة. وكذلك أتتني امرأة من المدينة المنورة عمرها (37) عاماً مصابة بشلل نصفي وبعد الحجامة أتم الله لها الشفاء على يدي وهي الآن بصحة جيدة.
والحديث يطول عن الذين شفاهم الله بالحجامة في عيادتي في رفحاء. ويؤكد الحجام مصعب الشيخ أن هناك احتياطات يعمل بها، أثناء الحجامة وهي عدم حجم المريض واقفاً، لأنه قد يغمى عليه وقت الحجامة وعدم حجم الجلد، الذي يحتوي على دمامل وأمراض جلدية معدية أو التهاب جلدي شديد. وينصح المريض بأن يمتنع عن الجماع قبل الحجامة بيوم وبعد الحجامة بيوم، وكذلك عن شرب السوائل الباردة، لمدة يوم كامل، وعدم تناول الملح والبهارات ليوم كامل وان يأخذ الراحة الكاملة. ويضيف مصعب الشيخ قائلاً ان الحجامة امرها مشروع وكانت موجودة من أيام الرسول عليه الصلاة والسلام ولم نعرف ابداً ان الحجامة تسبب امراضاً مزمنة ثم ان الحجامة لها شروط في ممارستها فهي المهنة فن وإتقان ولم يسبق ان شكا أحد من حجامتنا أبداً واليكم شروطها فقد ورد في كتب الطب القديمة، والسنة أن وقتها هو السابع عشر والتاسع عشر والحادي والعشرون أو في الربع الثالث من كل شهر عربي يقول ابن القيم في زاد المعاد: لأن الدم في أول الشهر لم يكن بعد قد هاج.. وفي آخره يكون قد سكن، وأما في وسطه وبعيده فيكون في نهاية التزيد، وينقل عن كتاب القانون لابن سينا قوله: (ويؤمر باستعمال الحجامة لا في أول الشهر، لأن الأخلاط لا تكون قد تحركت وهاجت، ولا في آخره، لأنها تكون قد نقصت وقلت، والأخلاط في وسط الشهر تكون هائجة بالغة في تزايدها لتزيد النور في جرم القمر. كما أورد ابن القيم قولاً ان الحجامة على بطن فارغة أفضل من بطن ممتلئة فهي على الريق دواء، وعلى الشبع داء. وتكون الحجامة في الصباح والظهر أفضل من الليل. وهي مستحبة في أيام الاثنين والثلاثاء والخميس، ومنهية في أيام السبت والأربعاء، ومكروهة في الجمعة. ينقل ابن القيم في زاد المعاد عن ابن سينا قوله: أوقاتها في النهار الساعة الثانية أو الثالثة ويجب توقيها بعد الحمام إلا فيمن دمه غليظ، فيجب أن يستحم ثم يستجم ساعة ثم يحتجم. يقول ابن القيم: واختيار هذه الأوقات للحجامة فيما إذا كانت على سبيل الاحتياط والتحرز من الأذى وحفظاً للصحة، وأما مداواة الأمراض فحيثما وجد الاحتياج إليها وجب استعمالها. وفي فصل الصيف الحجامة أفضل من فصل الشتاء (يمكن تدفئة الغرفة). وفي البلاد الحارة أفضل من البلاد الباردة، يقول ابن القيم في زاد المعاد:
والتحقيق في أمرها (أي الحجامة) وأمر الفصد أنهما يختلفان باختلاف الزمن والسكان والأسنان والأمزجة، فالبلاد الحارة والأزمنة الحارة والأمزجة الحارة التي دم أصحابها في غاية النضج الحجامة فيها أنفع من الفصد بكثير، فإن الدم ينضج ويرق ويخرج إلى سطح الجسد الداخل فتخرجه الحجامة. ولا يمكن عمل الحجامة لشخص خائف، فلابد من أن يطمئن أولاً. ولا يمكن أيضاً احتجام شخص يشعر بالبرد الشديد، ففي هاتين الحالتين يكون الدم هارباً.
أما مواضع الحجامة فقال ان للحجامة ثمانية وتسعين موضعاً، خمسة وخمسين منها على الظهر وثلاثة وأربعين منها على الوجه والبطن، ولكل مرض مواضع معينة للحجامة (موضع أو أكثر لكل منها) من جسم الإنسان. وأهم هذه المواضع - وهو أيضاً المشترك في كل الأمراض، وهو الذي نبدأ به دائماً (الكاهل) (الفقرة السابعة من الفقرات العنقية أي في مستوى الكتف وأسفل الرقبة).
أما الحالات التي تفيد فيها الحجامة فقال تفيد الحجامة فيما يقرب من ثمانين حالة ما بين مرض وعارض وذلك طبقاً لنتائج الخبرة العملية التي سجلها الممارسون هنا وهناك، ومن تلك الحالات على سبيل المثال: الروماتيزم، والروماتويد، والنقرس، والشلل النصفي، والكلي، وضعف المناعة، والبواسير وتضخم البروستاتا، والغدة الدرقية، والضعف الجنسي، وارتفاع ضغط الدم، وقرحة المعدة، والقولون العصبي، والتبول اللا إرادي في الأطفال فوق خمس سنوات، وضيق الأوعية الدموية، وتصلب الشرايين، والسكر، ودوالي الساقين والخصية، والسمنة، والنحافة، والعقم، والصداع الكلي والنصفي، وأمراض العين، والكبد، والكلى، وضعف السمع، والتشنجات، وضمور خلايا المخ، ونزيف الرحم، وانقطاع الطمث، وغير ذلك كثير. ومن الأحاديث التي تدل على أهمية الحجامة منها قول الرسول صلى الله عليه وسلم (إن أفضل ما تداويتم به الحجامة) أخرجه الالباني وقال عليه الصلاة والسلام (ما مررت ليلة أسري بي بملأ من الملائكة الا قالوا: يا محمد مر أمتك بالحجامة) أخرجه وصححه الألباني رحمه الله وقال صلى الله عليه وسلم: (شفاء أمتي في ثلاث: شربة عسل وشرطة محجم وكي بنار وأنا أنهي أمتي عن الكي). ومن هنا فإن العلاج بالحجامة أكثر أماناً وأقل كلفة حيث إنه لا يحتاج المريض في حال علاجه بالحجامة إلى تخدير ولا إلى ترقيد ولا إلى أجهزة ولا غيرها. وخاصة بعد أن كونت له الأبحاث والدراسات الحديثة وأثبتت نجاح الحجامة وأنها الطب البديل وهدي نبوي عظيم.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved