ثمانية أيام مرت من رمضان، وكأنها ثماني ساعات فقط، لم نشعر خلالها بالجوع ولم نتأثر بالعطش ولم نحس بتعب أو إرهاق.. وهذا من فضل الله سبحانه وتعالى على خلقه، والذي أنعم عليهم بالصوم ومضاعفة الأجر والاستفادة من هذه الأيام الفضيلة بجمع أكبر قدر من الحسنات، لعلها تكون شافعاً لنا مع غيرها للقاء وجهه - عزَّ وجلَّ- حين تُبعث الأرض ومَنْ عليها.
هذه المقدمة تجرني للحديث عن بعض المشاهدات التي رصدتها خلال الأيام الأولى من الشهر الفضيل، وكان أبطالها نحن البشر!
القطط!
تحولت (قطط الشوارع) إلى أشبه بالبغال السمينة خلال اسبوع واحد فقط، بل انها أصبحت تنتقي وتختار بل وتحتار بين اللحوم المشوية، وهل هي أفضل من المسلوقة أم أن المقلية ألذ؟! وهل تحلي بطبق السمك أم أن أفخاذ الدجاج أجود طعماً!! يا ناس ارحموا أنفسكم وارحموا بطونكم؛ فالنعمة التي بين أيديكم ليس مكانها حاويات النفايات او بطون القطط!!
البرتقالة
يُفترض أن تدخل أغنية (البرتقالة) موسوعة جينيس للأرقام القياسية وبلا جدال، فبعد أن سرقت عيون وقلوب الصغار والمراهقين من (الكبار)، ها هي تسيطر على كل المسلسلات والبرامج في (رمضان)، وأصبح كل الممثلين يتراقصون على البرتقالة بدءاً من السدحان والقصبي وانتهاء بغانم الصالح.. وكل ما أقوله: الله يرحم مريم الغضبان وأيامها، فقد كانت برتقالة زمانها يوم كان الأبيض والأسود لا بديل له، أما اليوم فقد أصبح الغثاء الفضائي برتقالة في برتقالة.. ويا قلب لا تحزن!!
الشحاذون
في كل مسجد وجامع، وبعد أداء كل فرض، ومن الفجر إلى العشاء مروراً بالظهر والعصر والمغرب، تجد (مرتزقة) رمضان ينكدون وينغصون على الصائمين صلواتهم ودعواتهم وتكبيراتهم بصوتهم النشاز واسطواناتهم المعتادة.. والمشكلة أن البعض منا يتعاطف معهم ويهبهم ما تجود به يمناه، وهم يعلمون أو لا يعلمون أن هؤلاء (شحاذون) وليسوا محتاجين أو مستحقين للمساعدة، والمحتاجون الحقيقيون للصدقة والزكاة يقبعون في بيوتهم {لاَ يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا}، ولايريقون ماء وجوههم حتى لو ماتوا من الجوع.. فهل فَهِم البعض مغزى (المرتزقة)؟ وهل من تحرك من المدعوة (مكافحة التسول)؟!
المفحطون
بظاهرة التفحيط (استشاطت) ووصلت إلى الذروة في أيام رمضان بسبب (صبية) آخر زمن، وفي غياب من رجال المرور وأولياء الأمور ولا حياة لمن تنادي.. وكل رمضان و(المفحطون) الذين أزعجونا وكدروا خواطرنا بلا خير!!
السمبوسة
بسبب الهجمة الشرسة على عجين (السمبوسة) أعلنت الأسواق اعتذارها، والمخابز توقفت، وأثر ذلك على (الصامولي) و (المفرود) ، وحين السؤال عن ذلك قالوا إن (الدقيق الأبيض) نفد من الأسواق! فأين وزارة التجارة مما حدث؟ سؤال أتمنى الإجابة عليه، وأعلم أنهم لم ولن يجيبوا عليه!!
|