* الرياض - سعود الشيباني
حذّر أطباء متخصصون في علاج السكر والغدد الصماء من تهاون مرضى السكري بالتعليمات الطبية التي يجب التقيد بها أثناء فترات الصوم مشددين على أهمية الإقلال من تناول الوجبات ذات السعرات الحرارية العالية وخاصة الدهون والحلويات والعصائر المحلاة التي تضعف مستقبلات الأنسولين في الجسم.
جاء ذلك في ندوة نظمتها المديرية العامة للشؤون الصحية بمنطقة الرياض يوم أمس وشارك فيها كل من الدكتور عيسى الظفيري من مجمع الرياض الطبي والدكتور صالح الجاسر من مدينة الملك عبدالعزيز الطبية في الحرس الوطني والدكتور بسام بن عباس من مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض.
واستهل الدكتور الظفيري مشاركته بالندوة بالتأكيد على أن مرض السكري في المملكة أصبح مشكلة صحية كبرى ويكلف الدولة أعباء مالية ضخمة نتيجة لتزايد حالات المصابين بالمرض والتي وصلت إلى أعداد مضاعفة خلال العشر السنوات الماضية نتيجة لتغير أنماط المعيشة إضافة إلى بضع السلوكيات الخاطئة في النمط الغذائي الذي صاحبه قلة الحركة وممارسة الرياضة.
وذكر الدكتور الظفيري أن هناك نسبة تصل إلى 60% من مرضى السكري غير ملتزمين بتعليمات الأطباء خلال شهر رمضان لعدم معرفتهم بالمضاعفات الناتجة عن عدم التزامهم بالحمية الغذائية المناسبة داعياً الجميع إلى الابتعاد عن الإصابة بالسمنة والتي اعتبرها من أبراز المسببات الرئيسية للسكري.
وأكد الدكتور الظفيري على أن وزارة الصحة قامت مؤخراً بجهود كبيرة لمكافحة المرض ومتابعته عن طريق مراكز مرجعية في المناطق وتأهيل وتدريب أطباء متخصصين في هذا المرض المزمن.
من جانبه أوضح الدكتور صالح الجاسر أن تكلفة علاج مرض السكري في المملكة تصل لعدة مليارات مشيراً إلى أن عدد المرضى سيصل خلال عام 2025م إلى 300 مليون شخص في العالم موضحاً أن الولايات المتحدة تنفق 100 مليار دولار سنوياً لعلاج مرضى السكري بشكل مباشر أو غير مباشر والبالغ عددهم 18 مليون مصاب.
وأضاف أن هناك 24% ممن تجاوزت أعمارهم سن الثلاثين مصابين بالمرض مؤكداً أن شهر رمضان فرصة جيدة لإنقاص الوزن وبالتالي تفادي الإصابة بمرض السكر كما نصح الدكتور الجاسر مريض السكري بعدم الصيام في حالة استخدامه لإبر الأنسولين بانتظام وكذلك المرأة الحامل المصابة بالمرض ومرض الفشل الكلوي.
من ناحية أخرى اعتبر الدكتور بسام بن عباس شهر رمضان فرصة للنوع الأول من السكري لضبطه في نطاق مقبول وذلك لأن ارتفاعات السكر قد تكون بسبب عمل التحليل مباشرة بعد الوجبة الغذائية.
وليس هناك قراءات تعمل وهو صائم وقال إن فترة الصوم فرصة لعمل التحليل وهو صائم أما النوع الثاني من السكري فيعتبر صوم رمضان فرصة لإنقاص الوزن وهناك ارتباط وثيق بين السمنة ومرض السكري النوع الثاني وهناك أكثر من 20 دراسة محلية دلت على أن نسبة زيادة الوزن قد تصل إلى أكثر 30% في المجتمع السعودي في الأطفال.
وبيّن أن هناك زيادة في نسبة حدوث النوع الأول وأيضاً النوع الثاني من السكري في الأطفال وقد يكون ذلك بسبب زيادة الوزن والإفراط في تناول الغذاء.
وأكد على أن توفر الوسائل العلاجية الحديثة ساعدت مريض السكري على صيام رمضان فتوفر أنواع الأنسولين قصيرة المفعول (ليسبرو) حدت من نسبة حدوث انخفاض السكر أثناء الصيام كما أن استخدم مضخة الأنسولين ساعدت على تحكم مريض السكري بمستوى السكر أثناء الصوم.
وقدم أبان العباس عدداً من النصائح الهامة لمريض السكري أبرزها التحليل المتكرر للسكر أثناء فترة الصوم والالتزام بمراجعة العيادات ومراكز السكري.
|