* فلسطين المحتلة - بلال أبو دقة:
كشف ضابط مسؤول عن مديرية المناورات العسكرية في الجيش الإسرائيلي، أن الأسير الإسرائيلي السابق لدى حزب الله، إلحنان تننبويم، الذي استعادته دولة الاحتلال في صفقة تبادل الأسرى الأولى، أنه قبل اختطافه بخمسة أيام على يد حزب الله قام بقيادة مناورة عسكرية أطلق عليها اسم (ساكن شمالي)..
وتعتبر هذه المناورة العسكرية من أوسع وأهم المناورات التي أجراها الجيش الإسرائيلي في السنوات الأخيرة وهي عبارة عن محاكاة حرب شاملة مع سوريا..
وأكد الضابط الإسرائيلي، العقيد (احتياط) موشيه كوهين: أنه مقتنع تماماً بأن الأسير الإسرائيلي المحرر من اسر حزب الله نقل إلى العدو معلومات تمس بشكل خطير بأمن إسرائيل..
هذا وكشف فيلم وثائقي بثته قناة التلفزة الإسرائيلية الثانية، يوم السبت، الموافق 16 / 10 / 2004، عن تفاصيل جديدة تتعلق بالأسير الإسرائيلي السابق لدى حزب الله، إلحنان تننبويم، الذي استعادته إسرائيل وجثث ثلاثة من جنودها نظير مقابل تعتبره ثميناً جداً، في صفقة لتبادل الأسرى بين إسرائيل وحزب الله، أفضت لإطلاق أكثر من 400 أسير فلسطيني ولبناني وعربي، وإعادة رفات ما يزيد على خمسين شهيداً لبنانياً..
ويكشف الفيلم عن مشاركة تننبويم، بضعة أيام قبل وقوعه في الأسر، في مناورة عسكرية أجراها الجيش الإسرائيلي وتعتبر من أكثر تدريبات الجيش الإسرائيلي سرية ..
ويعرب أحد الضباط الذين شاركوا تننبويم في المناورة عن اقتناعه التام بأن المعلومات انتقلت إلى العدو.
فقد قام العقيد (احتياط) إلحنان تننبويم خمسة أيام قبل اختطافه على يد حزب الله بقيادة مناورة عسكرية أطلق عليها اسم (ساكن شمالي)..
وتعتبر هذه المناورة العسكرية من أوسع وأهم المناورات التي أجراها الجيش الإسرائيلي في السنوات الأخيرة وهي عبارة عن محاكاة حرب شاملة مع سوريا..
وتعتبر تفاصيل المناورة من أكثر الأسرار الدفينة من ناحية الجيش الإسرائيلي، حيث يقوم من خلالها بتحضير جنوده لحرب محتملة مع سوريا..
وقد استخدم تننبويم أحدث الأجهزة الحربية التي يمكن أن تلعب دوراً في ساحة المعركة مستقبلاً.
ويقضي تننبويم قسطا كبيراً من وقته أثناء المناورة العسكرية التي نفذت في شمال إسرائيل في خندق القيادة قرب صفد، ويدير من هناك بواسطة أحدث الوسائل والأجهزة قوة النيران الموجهة ضد القوات السورية..
حيث كان تننبويم بين المسؤولين عن تخطيط وتنفيذ جزء كبير من المناورة.
وكان بين قادة المناورة أيضاً الضابط المسؤول عن مديرية المناورات العسكرية في الجيش الإسرائيلي، العقيد (احتياط) موشيه كوهين، الذي يعرض الفيلم مقابلة جرت معه في هذا الصدد.
ويشيد كوهين ببتننبويم ومساهمته الكبيرة التي قدمها على مدار سنوات طويلة للجيش الإسرائيلي، ويقول خلال الفيلم: (في إطار المناورة قام تننبويم بتركيز جميع مهام تفعيل النيران..
وأعني بكلامي جميع الأجهزة والقدرات التي امتلكها الجيش في العام 2000، يستغرق التحضير لمثل هذه المناورة وقتا طويلاً..
لقد استعددنا للمناورة المذكوة مدة ثلاثة أشهر.
لقد كان تننبويم ضالعاً في جميع المراحل والتفاصيل لقد عرف كل شيء، لقد كان شريكاً في تخطيط وإدارة المناورة.
هذا وأجاب الضابط الإسرائيلي على سؤال وجه له ( هل كان تننبويم يلم بتفاصيل قدراتنا وقدراتهم أيضاً؟ بكل تأكيد نعم.
وفي إجابته على سؤال آخر : أي انه يدرك ماذا نعرف نحن بدورنا عنهم؟ قال : لقد عرف أيضاً ماذا نعرف نحن عنهم..
صحيح..
هذه معلومات غاية في الحساسية، وقال إن المناورة التي خاضها تننبويم كانت سرية جداً.
وفي رده على سؤال، افتراضي ( إذا كنت أنت مدير المناورات العسكرية في الجيش السوري واستلمت ملف هذه المناورة ماذا كنت ستشعر.؟، أجاب سعيد جداً بكل تأكيد، ولو كنت رئيس هيئة الأركان العامة في الجيش السوري لكنت في قمة سعادتي ..
عندما سمعت أنه هو ( تننبويم ) من وقع في أسر حزب الله..
شعرت أنا حين سمعت نبأ اختطافه بنوع من الصدمة، كأنني تلقيت ضربة في بطني..
معرفة العدو بهذه المعلومات والتفاصيل كنت لأصفها بالضرر الكبير، وإذا قارنا ذلك مع مردخاي فعنونو خبير الذرة، كاشف أسرار إسرائيل النووية المفرج عنه فالضرر أكبر.
ويقول الضابط المسؤول عن مديرية المناورات العسكرية في الجيش الإسرائيلي (كوهين) في حديثه الذي تابعته الجزيرة : إنه مقتنع تماماً بأن تننبويم نقل إلى العدو معلومات تمس بشكل خطير بأمن إسرائيل..
وحسب أقواله : فقد استثمر الجيش الإسرائيلي جهوداً كبيرة في إنتاج وتطوير أجهزة حربية حديثة في ساحة المعركة وهذه القدرة زالت الآن..
ويجيب كوهين عن سؤال حول ما كان سيفعله هو لو وقع في الأسر، فيقول: إنه إذا لم يتمكن من الاحتفاظ بتفاصيل المناورة، سيقوم بالانتحار.
وفي رده على سؤال أخير ( ماذا شعرت عندما سمعت عن قصة المخدرات التي يعترف بها، تننبويم ؟)
أجاب الضابط الإسرائيلي : هذا لا يغير أي شيء مما حدث الآن..
إذا كان السبب هو المخدرات أو دين مالي أو أي سبب آخر لا يهم..
مضيفاً : لا يمكن السكوت على ذلك، أعتقد أنه يتعين عليه (تننبويم ) ترك إسرائيل والانتقال للسكن في مكان آخر..
قائد الفرقة الجوية الإسرائيلية : إسرائيل فشلت، في قضية الطيار، رون أراد..
وفي سياق متصل، صرح قائد الفرقة الجوية الإسرائيلية التي كانت تضم الطيار الإسرائيلي المفقود رون أراد، بأنه لا يزال يعتقد أن الطيار المفقود على قيد الحياة ويتوجب على إسرائيل أن تبذل جهداً أكبر لإرجاعه.
وكان أصدقاء، رون أراد، في سلاح الطيران قد قاموا بإجراء عرض جوي يوم الجمعة، الموافق 15 / 10 / 2004 بمناسبة مرور 18 سنة على اختطافه.
وأضاف قائد الفرقة الجوية : الحديث عن إنسان هو زوج وأب وابن وأخ، خرج من بيته قبل 18 سنة ولا يزال ينتظر اليوم الذي سيعود فيه إلى بيته..
مشيراً : إلى أنه بالنظر إلى طريقة معالجة قضيته من قبل إسرائيل فإن ذلك يدفع إلى الإحباط، خاصة وأننا نلقن الطيارين بأننا ستبذل كل ما في وسعنا لإعادتهم إلى البيت في حال تعرض طائراتهم للإسقاط..
أما في حالة، رون أراد، فإن النتيجة هي الفشل.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، أريئيل شارون قد صرح بأنه لا يوجد معلومات جديدة بشأن الطيار المفقود، إلا أنه قال بعد رأس السنة العبرية : ستتم صفقة تبادل أسرى خلال أسبوعين أو ثلاثة.
وأضاف، يقول : إن الاتصالات مستمرة وراء الكواليس بدون توقف، ولكن للأسف لا يوجد معلومات جديدة..
وبالنسبة للوسطاء الألمان فإنهم يعملون طوال الوقت لمعرفة مكان وجوده ولن تتوقف هذه المحاولات.
وكان شارون بذلك يعلق على حديث رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، موشي يعالون، الذي صرح بأن إسرائيل أقرب من أي وقت مضى لحل المشكلة، إلا أن ذلك لا يعني أن النتيجة ستكون كما نتوقع، وأضاف يعالون : إن الجزء الثاني من صفقة تبادل الأسرى قد بدأ ولم ينته بعد..
|