رابطة عراقية لا تكفي!!
سهم الدعجاني

أعلن في بغداد عن تشكيل رابطة لمقطوعي الأذن واللسان وموشومي الجبين، وذلك إثر مهرجان خاص بمضطهدي النظام السابق، أقامته في بغداد (الجمعية العراقية للدفاع عن حقوق الإنسان في العراق)، هذا ما قرأته قبل شهور، وهو - لاشك - محاولة لرسم (مرحلة مدنية) في عراق العهد الجديد، لكن وما أسوأ ما بعد لكن! لم يكن عهداً جديداً من منطلق الإنسان الذي يحرر أخاه الإنسان!! من أغلال أخيه عفواً (عدوه) الإنسان، بل إنه فتح بوابات الألم وأمطر العراقيين بوابل من التناحر والتقاتل وضاع (الحلم) (الأجمل) فجاءت ولادة هذه الجمعية متسرعة في (البداية) لتحتفل بتشكيل رابطة لمقطوعي الأذن واللسان.. إلى آخر المقطوعين والمبتورين في ظل النظام السابق ولكن - مرة ثانية - كم يحتاج العراق من جمعية لكي ينضم إليها كل مقطوع وكل موتور من أبناء العراق الحر (الآن)؟، أترك الإجابة لعقلاء العراق فقط، ولكن للمرة الثالثة وقبل الإجابة على هذا السؤال، والذي أتوقع أن يكبر (الرقم) بحجم مساحة الألم التي تركتها قوات (التحرير) بعد إلغاء النظام الهالك وبحجم التخاذل العربي الرسمي والشعبي وبحجم (الألم) الذي يزداد يوماً بعد يوم، بحجم ما مضى كله، سيكون - بلاشك - سقف (الرقم) الذي سيجيب على السؤال المقطوع: كم جمعية وكم رابطة نحتاج لمقطوعي الأذن واللسان وموشومي الحواس كلها كم.. كم.. كم؟ في واقع العراق الحر اليوم، حسب زعمهم ووفق تخاذلنا وتناحرنا الأزلي، الذي سمح بدءاً بالسبب في ألم (العراق) واكتفى ب(كرسي) المشاهدة لبقية فصول المسرحية بدون ستار، طبعاً..!! ليشاهد فقط بدون ألم - أيضاً - أو اكتراث لمصير شعب ونهاية وطن.
أخيراً:
لن تكون تمرات الإفطار حلوة هذه الأيام المباركة بل ممزوجة بالألم، كما ستكون ساعات (السحر) ضاجة بأصوات المواجع ورغم ذلك كله سنجعل من دعوات (السحر) بلسماً لمواجعنا سائلين الكريم: يا رب كن للعراق وأشباه العراق.