Thursday 21st October,200411711العددالخميس 7 ,رمضان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الريـاضيـة"

الهلال والشباب.. ديربي بدون ألسن! الهلال والشباب.. ديربي بدون ألسن!
أحمد الرشيد

تؤخذ بعض الشؤون الكروية عندنا (بالطوشة) ومفهوم التنافس ومعنى المنافسة نجعلها حكراً على الفرق التي تتمتع بانتشار إعلامي وتتواجد بصوتها على الساحة الرياضية بشكل أكثر دوياً من غيرها!
لكن عندما يوضع المستوى الفني مقياساً للتنافس نجد أمامنا أكثر من بديل لأكثر من فريق يدخل بلسانه إلى عالم التنافس والمتنافسين!
هذه المقدمة مدخل للتدليل على ان التنافس الأهلاوي الاتحادي والهلالي النصراوي لا يعكس المعنى الحقيقي للتنافس الذي نجده في صورة أبهى في كثير من المباريات الأخرى وفي مقدمتها مباراة اليوم بين الهلال والشباب!
فالتنافس الاهلاوي الاتحادي يسير نحو منحدر خطير في مستواه الفني والأخلاقي والإعلامي وكثيراً ما شاهدنا الأهلي أجمل بعيدا عن الاتحاد ونفس الشيء يقال عن الاتحاد في كثير من مبارياته البعيدة عن مباراته مع الأهلي بكل أجوائها المؤسفة!
وديربي الهلال والنصر أصبح في الحقيقة ديربي دعابة وألسناً وماضياً بلا حاضر بعد ان تراجع النصر في مستواه ونتائجه خلال العشر سنوات الماضية وبعد ان تنازل عن التنافس البطولي مع الهلال وترك المهمة ميدانياً للشباب مكاتفياً بتواجده الإعلامي فقط الذي لايكل منه ولا يمل ومع ذلك لم يقل أحد عن لقاء الهلال والشباب بأنه ديربي العاصمة برغم الثقل الفني والرصيد المتقارب للفريقين في سجلات الدوري فالشباب المشغول جداً في اكتشاف المواهب وبناء قاعدة من العناصر الشابة التي تخدم الفريق فنياً وتنعشه مادياً لا يتوفر له إعلام رياضي ولا شعبية كالمتاح للهلال وهو ليس على استعداد لأن يتبع مثل سياسة النصر الإعلامية التي تشغله عن فريقه كما أنه لا يرضى بمثل الهيلمان الذي يحيط بالفريق النصراوي على طريقة (اسمع جعجعة ولا أرى طحناً)!
كما ان أحداً لم يلفت الانظار الى الخبث الهلالي الذي يتجاهل صحوة الفريق الشباب ويركز على بقاء الفريق النصراوي في صورة الفريق المنافس ذلك لأن مجاراة الشباب تحتاج الى تخطيط وعمل على مدار العام فيما المنافسة مع النصر محصورة في مباراتين لا تعني شيئا كثيرا للهلال سواء فاز فيهما أو خسر فيما هي حصيلة الموسم بالنسبة للفريق النصراوي وهذا ما جعل العالمي (مكانك راوح) بعيداً عن الهلال في قائمة البطولات والإنجازات!
ولأن أحداً لم ينصف الفريق الشباب فقد جاء اللقاء الأخير الذي جمع بين الهلال والنصر لينصفه ويؤكد ان ديربي الدعاية والإعلام لا يستحق (فنيا) مسمى ديربي إلا إذا كنا نعني بكلمة ديربي ان احد الفريقين (يدربي) الآخر نحو مزيد من الضياع او نعني ان احد طرفي الديربي (يدربي رأسه) مثلما نقول في مورثنا الشعبي!
والتوقعات التي سبقت ديربي الألسن كشفت ان التحليل الرياضي عندنا يسير على طريقة (مع الخيل يا شقراء) فقد طار المحللون في (عجة) الفريق النصراوي إثر نتائجه الماضية إلى أن جاء الفحص الدوري ليقول إن المنافس هم مجموعة شباب مجتهدون يتحركون بحماس لكنه لا يكفي لأن يصنع من تحركاته إيجابية تشكل ثقلا فنيا يمكن ان يحفظ لفريقه توازنه حتى وهو يلعب مع فريق اكتفى بتواجد أربعة لاعبين فيه يصنعون الفوز بتحركاته الواعية وخبرتهم الميدانية!
وما دام النصر قد ابتعد عن الهلال على مستوى العناصر الثقيلة فنياً وعلى مستوى الفوز بالبطولات ومادام ان فريق الشباب صار منافسا يتقدم على الهلال في نقاطه وفي مسيرة اكتشاف المواهب ومتكافئاً معه في العناصر والمستوى الفني وقريباً منه على صعيد نتائج الفوز ببطولة الدوري فلماذا لا يكون لقاء اليوم بين الهلال والشباب هو لقاء الأقوياء لقاء الديربي الحقيقي؟!
سؤال الإجابة عنه متروكة لمن يستطيع ان يتخلص من (طهبلة) مباريات الهلال والنصر ويقيس الأمور بمقياس فني يضع من خلاله كل فريق في موقعه الذي يتناسب مع إمكاناته الحقيقية وما يضمه من عناصر تقدم متعة كروية تستحق المشاهدة!


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved