عندما تخرج الرئيس الأمريكي الأسبق روزفلت من جامعة هارفرد كان عليه أن يسافر في اليوم نفسه إلى نيويورك وبينما هو يمشي على مهله التفت إلى أن أمامه فرصة ضيقة ولا يملك إلا وقتاً قصيراً جداً للحاق بالقطار فأخذ يجري إلى المحطة فإذا به يصطدم بفتى كان قد خرج لتوه من إحدى الحارات فوقع الاثنان على الأرض وبدأ الفتى يبكي فأخرجت أمه رأسها من الشباك ولما شاهدت ابنها يبكي رفعت صوتها بالصراخ فحاول روزفلت أن يهدئ من روع الغلام محاولاً شرح ما حدث لوالدته إلا أن محاولته فشلت.
هنا وجد روزفلت نفسه في مأزق فحاول أن يلهي الطفل بأي شيء ليكف عن البكاء فأخرج من جيبه دولاراً ولوح به إلا أن هذا الأخير طرح به على الأرض وبدأ يرفع صوته أكثر من السابق فانفتحت نوافذ كثيرة وأطلت منه وجوه مختلفة فانحنى روزفلت ليلتقط دولاره فبدا للناظرين وكأنه يحاول أن يسرق الدولار من الصبي فارتفعت أصوات الشتائم تنهال عليه فلم يجد حلاً إلا مواصلة الهروب فأخذ يعدو بقوة نحو المحطة وبينما هو كذلك لاحظ أن رجلين أو ثلاثة يتبعونه ولكنه واصل جريه فدوت صفارة البوليس فلم يلتفت إليه وانضم إلى مطاردته العديد من الأشخاص.
هنا وصل روزفلت إلى المحطة وأخذ يجري بين القضبان وفيما هو يسمع صوتاً يصرخ: (هو ذا، أمسكوه) نجح في اللحاق بالقطار وهو يتحرك ببطء وقفز فيه ونجا.
يقول هادي مدرسي: قرر روزفلت من يومها أن يواجه المشكلات ويهجم عليها.. وعندما أصبح رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية اشتهر بأنه رجل الأزمات العصيبة والمواقف المصيرية.. فهو أحد الذين تصدوا لديكتاتورية هتلر، كما أنه واجه أزمة الكساد التي تعرض لها الاقتصاد الأمريكي.
المشكلات جزء من الحياة.. سوف تعترض سبيلنا سواء سلكنا طريق النجاح أم قفلنا راجعين في طريق الفشل.. وأفضل طريقة للتغلب عليها هي مواجهتها.
|