اطلعت على ما سطره قلم الأستاذ محمد آل الشيخ في زاويته تحت عنوان (.. نحن والزهد..).
وقد تكلم في زاويته عن الزهد وذمه، وقال إنه ينافي التقدم والحضارة والتطور..
وأخالف الكاتب، وأحب أن أبيّن وجهة نظري في هذا الموضوع، وأبيّن للكاتب الكريم ولقراء جريدتنا الموقرة أن الزهد أمر محمود في الشريعة الإسلامية، وقد اشتهر عن كثير من الصحابة الكرام رضوان الله عليهم الزهد وترك الاشتغال بأمور الدنيا، ولم ينقل إلينا أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنكر عليهم.. بل وان الأنبياء -صلوات الله عليهم وتسليمه- اشتهروا بالزهد.. وفي منهج الحديث في الابتدائي والمتوسط والثانوي عند التعريف بأبي هريرة -رضي الله عنه- بأنه اشتهر بالزهد والورع، وهذا محمدة يحمد عليه، وكذلك اشتهر عن الصحابي الجليل أبي ذر - رضي الله عنه- أنه صاحب زهد، كما اشتهر عن سلفنا الصالح أنهم أصحاب زهد ولم يُقَل عنهم أنهم ذموا الزهد.
نعم.. أوافق الكاتب الكريم أن الزهد إذا زاد عن حدود الشرع وبولغ فيه فإنه أمر قد يذم، ولكن ليس بالطريقة التي ذكرها الكاتب، حيث بالغ في النقد وشدد في ذلك وكأنه أمر محرم في الشرع أو أمر مخالف.
وأختم كلامي بأن الاختلاف في وجهات النظر من طبائع البشر، وأن الاختلاف سنة ماضية.. أسأل الله أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه، والباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه.
محمد بن عبدالعزيز السليمان |