الحديث ههنا إكمال لما مضى ذكره من بركات السَّحور.
فمن ذلك أن وقت السحرِ من أفضل أوقات الاستغفار إن لم يكن أفضلها، كيف وقد أثنى الله - عز وجل - على المستغفرين في ذلك الوقت بقوله:{وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ} وقوله: {وَبِالأسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ}.
فالقيام للسحور سبب لإدراك هذه الفضيلة، ونيل بركات الاستغفار المتعددة.
ومن بركات السحور أنه أضمن لإجابة المؤذن بصلاة الفجر، ولا يخفى ما في ذلك من الأجر، وأنه أضمن لإدراك صلاة الفجر في وقتها مع الجماعة.
ومن بركات السحور أن تناوله - في حد ذاته - عبادة إذا نوى بها التقوي على طاعة الله، والمتابعة للرسول - صلى الله عليه وسلم -.
ومن ذلك أن الصائم إذا تسحر لا يملُّ إعادة الصيام، بل يشتاق إليه، خلافاً لمن لا يتسحر، فإنه يجد حرجاً ومشقة يثقلان عليه العودة إليه.
ومن بركات السحور أن الله - سبحانه - يطرحُ الخير في عمل المتسحر، فحري به أن يوفق لأعمال صالحة في ذلك اليوم، فيجد انبعاثاً لأداء الفرائض، والنوافل، والإتيان بالأذكار، والقيام بالأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، ونحو ذلك.
بخلاف ما إذا ترك السحور، فإن الصيام قد يثقله عن الأعمال الصالحة.
وبالجملة فإن بركات السحور كثيرة، ولا يمكن الإتيان عليها أو حصرها، فلله في شرعه حكم وأسرار تحار فيها العقول، وقد لا تحيط منها إلا بأقل القليل، فحري بنا أن نستحضر هذه المعاني العظيمة، وأن نذكر إخواننا بها، والله المستعان، وعليه التكلان، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
* عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم / المشرف على موقع دعوة الإسلام
www.toislam.net |