لا أجد غضاضة، ولا أتردد بالاعتذار عن استضافة مَنْ يأتي فجأة دون سابق إخطار بالوصول، على أني لابد أن أستقبلُهُ وأبشُ بوجهه وأرحبُ به وأشكرُهُ على تقديره وتفكيره بزيارتي، لكني أصارحه بأن الوقت غير مناسب لاستضافته وربما أخبرته بالسبب إن لزم الأمر.. فإن كان إنساناً متحضراً مهذباً فسيقابل هذه الإجراء بروح رياضية طيبة تنم عن وعي وفكر نير، وإن لم يفعل فالحكم عليه سيأخذ منحى آخر.
تنظيم الوقت حث عليه الدين الإسلامي، وعلمنا طرقاً وسلوكاً نقتبس منه منهجاً لكثير من أمورنا الحياتية، خذ مثلاً الصلاة لها وقت معلوم يجب أن تترك من أجلها أي شيء آخر بمجرد أن تسمع المنادي يردد مرتين (حي على الصلاة) كما أن الشرع جعل للعبادات مواقيت وحدوداً مرعية.
والاستجابة لمتطلبات الحياة العصرية في تنظيم أوقاتنا وشؤوننا لا يتعارض بحال مع شيم العرب وخصال المسلمين في التعامل مع الزائر والضيف فالتنظيم الزمني والتحديد المكاني لايعني التخلي عن هذه السجايا النبيلة بل إننا نمعن في تكريسها وتداولها لكن بشكل مرتب منظم بشمولية أو خصوصية، فهي باقية مع شيء من التطوير الحضاري الذي يلازم حياتنا كلها.
|