في مثل هذا اليوم من عام 1944م، هبط ما يزيد على مائة ألف جندي على جزيرة (ليت) في الفلبين وذلك استعداداً للغزو الشامل بقيادة الجنرال دوجلاس ماك آرثر. وقد كانت معارك ليت من أكثر المعارك دموية في الحرب على الباسيفيك وكانت إيذاناً ببدء نهاية اليابانيين. وكان اليابانيون يحتلون الفلبين منذ مايو من عام 1942 حينما أدت الهزيمة المروعة للقوات الأمريكية إلى فرار الجنرال ماك آرثر وأسر الجنرال وينرايت. وقد عاد الجنرال ماك آرثر، كما وعد ولكن غزوة (ليوزون) تطلب منه تليين قوات العدو.
وعلى ذلك فإن الإنزال الطموح للقوات الأمريكية في (ليت) ومهمة تدمير الأسطول الياباني بدأت على الفور. وقد توقع اليابانيون الإنزال الأمريكي بواسطة بدء عملية (شو - جو) وهي محاولة لتحويل اتجاه الأسطول الأمريكي الثالث إلى الشمال وبعيداً عن الجزيرة. وكان الأسطول الياباني المحتشد هو أكبر قوة في المحيط تحتشد أثناء الحرب حيث اشتمل على سبع سفن حربية و11 سفينة نقل كبيرة و19 مدمرة.
وقد التقت السفن وحاملات الطائرات الأمريكية مع الأسطول الياباني وبدأت معركة (خليج ليت) في الثالث والعشرين من أكتوبر.
وفي غضون ذلك، قامت القوات الأمريكية بالاستيلاء على المحمية اليابانية التي كانت تتألف من 80 ألف جندي. واستغرق الأمر 67 يوماً للسيطرة على الجزيرة وذلك بعد معارك طاحنة تميزت بالبسالة والتضحية من الجانبين. وبعد أن قام الأمريكيون بالاستيلاء على الجزيرة، برز الجنود اليابانيون من مخابئهم وواصلوا القتال مفضلين الموت على الاستسلام.
وفقد اليابانيون ما يزيد على 55 ألف جندي خلال شهرين و25 ألفا آخرين في أوائل عام 1945م.
وفقدت القوات الأمريكية 3500 جندي مقابل 80 ألف جندي على الجانب الياباني. وتكررت نفس القصة في معركة خليج ليت. فقد كانت هناك خسائر مروعة في السفن والبحارة على الجانبين.
فقد أدى غرق حاملة الطائرات (برنستون) إلى مصرع حوالي 500 رجل. وحينما تم تدمير السفينة اليابانية (موساشي) بواسطة هجوم جوي أمريكي عنيف توفي ما يزيد على 1000 بحار بما فيهم قبطان المركب الذي فضل الغرق معها واقفاً.
وقد شهدت المعركة البحرية التي استمرت ثلاثة أيام تدمير 36 سفينة يابانية مقارنة بثلاث سفن أمريكية.
كما شهدت أيضاً هجمات الطيارين الانتحاريين اليابانيين (الكاميكازي).
وكانت حاملة الطائرات الأمريكية سانت لو إحدى ضحايا هذه العمليات حينما قام أحد الطيارين الانتحاريين بتفجير طائرته بها.
|