في مثل هذا اليوم من عام 1827 تم تدمير الأسطول المصري بقيادة إبراهيم باشا، الابن الأكبر لمحمد علي باشا والي مصر، على يد أسطول الحلفاء في معركة نافارينو. ولد إبراهيم باشا عام 1789 في تركيا، وقدم إلى مصر مع شقيقه طوسون بن محمد علي عام 1805، فتعلم بها، وعين دفترداراً (بمثابة وزير مالية) في عام 1807، حيث أشرف على مسح الأراضي الزراعية، وتولى حكم صعيد مصر وقاتل المماليك هناك، ويعتبر المؤسس الفعلي للجيش المصري، ونفذ سياسة أبيه في بنائه بالاستعانة بالخبرة الأوروبية.
كان يعرف الفارسية والتركية والعربية، وعلى إلمام بتاريخ البلاد الشرقية. أرسله أبوه محمد علي باشا في حملة على الحجاز ونجد عام 1816. وقاد الجيش المصري في حرب المورة سنة 1831، ضد الثوار اليونانيين المطالبين بالاستقلال عن تركيا فقضى عليهم، كما قاد الجيش المصري ففتح فلسطين والشام وضمهما لمصر، وعبر جبال طوروس ما بين عام 1832 وعام 1833، وحقق انتصاراً باهراً في المعركة التي دارت بين الجيش المصري والتركي في معركة نصيبين عام 1839م، حتى وصل قرب الأستانة. ولكن الدول الأوروبية خوفاً على مصالحها في حالة سقوط الدولة التركية في يده، تدخلت ضده، وأجبرته على الانسحاب من كل المناطق التي فتحها.
تميز إبراهيم باشا بشعوره العربي رغم جذوره الأجنبية، واتبع سياسة لا طائفية أثناء حكمه للمشرق العربي. وعندما قرر محمد علي اعتزال الحكم في عام 1847م، ونظراً لمرض ابنه (إبراهيم باشا) قرر إسناد الحكم إلى حفيده (عباس باشا الأول)، إلا أن الباب العالي أصدر أمراً لتولي إبراهيم باشا حكم مصر في مارس 1848، فذهب (إبراهيم باشا) إلى الباب العالي في القسطنطينية لتقديم ولائه، إلا أنه بعد عودته بزمن يسير جداً عاوده المرض فقضى عليه. وتوفي في 10 نوفمبر 1848، حيث لم يستمر في الحكم إلا لمدة 7 أشهر ونصف الشهر فقط، وبموته رجع (عباس باشا) وتولى الحكم.
|