الحديث هاهنا سيتناول شيئاً من بركات السحور؛ فمن ذلك أنه استجابة لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم حيث قال في الحديث المتفق عليه: (تسحروا؛ فإن في السحور بركة).
وكفى بذلك فضلاً وشرفاً، قال الله تعالى: {مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ}، وقال: {وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا}.
ومن بركاته أنه شعار المسلمين، وأن فيه مخالفة لأهل الكتاب، قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم (فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر).
ومن ذلك حصول الخيرية، والمحافظة عليها؛ فعن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر وأخروا السحور) رواه البخاري ومسلم.
ومن بركات السحور أن فيه تقوية على الطاعة، وإعانة على العبادة، وزيادة في النشاط والعمل؛ ذلكم أن الجائع الظامئ يعتريه الفتور، ويدب إليه الكسل.
ومن بركات السحور حصول الصلاة من الله وملائكته على المتسحرين، فعن أبي عمر - رضي الله عنهما - مرفوعاً: (إن الله وملائكته يصلون على المتسحرين) رواه ابن حبان والطبراني في الأوسط، وحسنه الألباني.
ومن بركات السحور أن فيه مدافعة لسوء الخلق الذي قد ينشأ عن الجوع.
ومن بركاته أن وقت السحور وقت مبارك؛ فهو وقت النزول الإلهي - كما يليق بجلال الله وعظمته - قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا، حين يبقى ثلث الليل الآخر؛ فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيَه، من يستغفرني فأغفرَ له) رواه البخاري.
فالذي يقوم للسحور حري به أن يحصل على هذه المواهب الجليلة.
هذا وللحديث صلة، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
* عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم / المشرف على موقع دعوة الإسلام
www.toislam.net |