أنا في الرياضِ وعاءُ كلّ نماءِ
أرضِ الملوكِ وجنةِ الأمَراءِ
فيها النهار محجة من رحمة
والليل فيها ازدان بالكرماء
عبدالعزيز سماؤها.. مزدانة
بالخير فاض على أكفِّ عطاء
ولقد حسبت النور بعض سماته
لمّا سرى في الليلة الليلاء
وبنى لمملكة العروبة والهدى
مجد الأماني فوق نهر ضياء
وأقام في صحرائها جنّاتها
فغدت ربيعاً دائم الإطراء
الله أكبر كم تغنى شاعر
وصمتُّ وحدي في مديح بهاء
ليس الكلام محبتي لكنّما
قلبي تكلّم وانتشى بدمائي
أحببت حتى كلّمتني أضلعي
وبكتْ عيوني وانتضيتُ لوائي
ورأيت كفّ المحسنين كليهما
في معهد الأيتام والفقراء
في معهد الرحمات حيث تنشرت
سحب تهل بهمة الفضلاء
من خالدٍ يأتي السحاب مباركاً
يمحو الدموع برحمةٍ وسخاء
يعطي ويهطل من عطاءٍ كفّه
ويزيد.. برّاً من أكفّ سماء
ورأيت سلمان الأمير ووجهه
بالنور هلّ على ذرى العلياء
في كفّه يجد اليتامى بهجة
تنسي غياب الصحب والآباء
دفن الأسى بيديه حين رأيته
يحنو على الضعفاء كل مساء
هو رحمة الله التي فرحوا بها
فدعوا له بالرحمة الرحماء
لا حزن في عين اليتيم ولا أسى
هذا أبٌ للخير والضعفاء
إن الإمارة منبر الإحسان ح
بّ بالمروءة، طيّب الإيماء
فيها الضعيف ينال ما يحتاجه
وبها اليتيم يبيت في نعماء
تلك الإمارة بعض فضل سموه
يعطي فيذهب كل جهد بلاء
بئس الأسى إن لم يبدده الرجال
بخيرهم والجود والإنماء
وبنو سعودٍ أنجم خير الورى
زانوا الفعال محاسن العلياء
آمنت بالله العظيم وهديه
وكتابه والسنة العصماء
صلوا على المختار خير منزّهٍ
فهو الضيا في حلكة البلواء
والمصطفى خير الأنام يتيم صب
ح طالع كالبدر في الظلماء
صلوا عليه بمنحةٍ يجل الدجى
ويزل شقاء أسود البلواء
من نورٍ أحمد جنة نزكو بها
لتضيء دنيا رحبة الأجواء
فهبوا اليتامى والأيامى إنّه
يرضى بكم يا أنبل الشرفاء
هذا وسام المؤمنين وعزهم
قمر يفيض ببهجة الأضواء
من شرعة الإسلام صاغوا فكرهم
فأضاء دنيا رحبة الأجواء