تعددت آراء الناس وتساؤلاتهم حول الانتخابات البلدية المقبلة.. من هذه الآراء والتساؤلات ما هو إيجابي متفائل يراها خطوة في الطريق الصحيح.. ومنها ما هو سلبي متشائم لا يرى منها إلا أنها كرّ وفرّ في الطريق إلى الديمقراطية.. لكنها كلها أجمعت على أن الانتخابات خطوة إلى الأمام.
الآراء تباينت بين كونها خطوة أولى نحو العمل والمشاركة الشعبية في صنع القرار.. وبين كونها نقطة في الربع الخالي لا تبل الريق.. ناهيك عن أنها لا تسمن ولا تغني من جوع.
أما مجمل التساؤلات.. فقد تراوحت بين: ما هي الانتخابات؟ ما هي المجالس البلدية؟ ومن يحق له الترشح؟ ومن يحق له الانتخاب؟ وهل سيكون للمجالس دور فاعل؟ ومتى سيكون ذلك؟ وكيف سيتم ذلك؟ ولماذا كل ذلك؟ إلى آخر منظومة الأسئلة البريء منها وغير البريء.. وكأن بعض المتسائلين يريدون بالسؤال استنكاراً وليس استفساراًَ.
أما السؤال الأهم فهو:
من الذي سيخوض الانتخابات؟ ومن سوف يكون الأكثر استعداداً لها والاكثر حظاً فيها؟
وتجربة الانتخابات البلدية هي الأولى في تاريخ البلاد وهي من الأهمية الحياتية إضافة إلى أهميتها الرمزية.. بما يدعو للاهتمام بها كتجربة أولى وبالتالي رعايتها بحرص أكبر.. والتعامل معها بقدر ما تعنيه لمستقبلنا ومستقبل بلادنا.. وأن نعي أن الانتخابات ليست مناسبة احتفالية تنتهي بانتهاء المناسبة.
ولكي تحقق الانتخابات أهدافها.. وتكون وسيلة بناء لا معول هدم.. دعونا نحدد العناصر الاساسية في موضوع الانتخابات وهي كما أرى:
الحكومة والمجتمع والناخب والمرشح.. أيضاً دعونا نحاول تحديد الدور المناط بهم والواجب المطلوب منهم.. وما لهم وما عليهم تجاه الوطن.
* الحكومة: إنها العامل الأساسي في التجربة وهي الكل في الكل.. ولحداثة التجربة فهي تشكل (99%) من نجاح التجربة أو فشلها.
* المجتمع: من حق عموم الناس أن يعوا ما هي التجربة وماذا تعني.. وإلى أين تقود.. وما هي النتائج المتوقعة والمأمولة.. وعليهم أن يكونوا البيئة الصالحة لنجاح التجربة.
* الناخب : عليه أن يعي أن المشاركة واجب وطني.. وتصرف عاقل يستجيب لدعوة المشاركة في الرأي والاختيار.. ولا يكون سلبيا مغلقا متقوقعاً.. ينتقص من قدر نفسه فلا يرى لها مكاناً أو تأثيراً.
* المرشح: عليه أولاً أن يتعلم كيفية إدارة حملته الانتخابية وكيف يحدد ميزانيتها وخطوات عملها من خلال تلقي دورة تدريبية مكثفة قصيرة.. هذا على افتراض أنه أهل له عقلاً وعملاً.. وان فاز بمقعد المجلس البلدي فعليه أن يعي أنه يعمل للجميع في كل ما يصب في مصلحة الوطن.
المحصلة أننا لا نريد أن نمر بتجارب سلبية مرت بها دول عربية مماثلة.. حينما تحول عضو المجلس البلدي إلى معقب للمعاملات في الجهات الحكومية.. بمقابل أجر للتعقيب.. وقبل كل ذلك وبعده لا نريد أن نمر بتجارب تدعو للاضطراب والتوتر والانفعال.. بكل ما يقوده ذلك إلى تفكك وتفرقة وانهيار للتجربة.
|