* القدس المحتلة - أ ف ب:
أغضب ميشيل بارنييه وزير الخارجية الفرنسي مضيفيه الإسرائيليين عندما أكد على أهمية تواجد الرئيس الفلسطيني في أي مشروع للتسوية، وقال إن أوروبا لن تفعل أي شيء في غياب عرفات، غير أن الوزير الفرنسي أشاد من جانب آخر بخطة رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون للانسحاب من غزة، وهي الخطة التي أثارت توقعات واسعة النطاق عن إمكانية أن تكون سبباً في اغتيال شارون تعبيراً عن المعارضة الشديدة لها وسط اليمين الإسرائيلي..
فقد أكد زعيم حزب العمل الإسرائيلي المعارض شيمون بيريز أنه يخشى أن يتعرَّض رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون للاغتيال في اطار الجدل الحاد الذي تشهده اسرائيل حول خطة الانسحاب من قطاع غزة، وفقاً لما ذكرته امس الثلاثاء صحيفة معاريف.. ونقلت الصحيفة عن بيريز في عنوانها الرئيس (أخشى على حياة شارون) مشيرة الى تصريحات مماثلة ادلى بها وزير الخارجية سيلفان شالوم الاثنين.
وقال بيريز ان (التحريض على العنف رهيب والوضع يشبه الايام التي سبقت اغتيال رئيس الوزراء الاسبق اسحق رابين) في تشرين الثاني - نوفمبر 1995.
وتابع (أخشى ان يحاول احد ارتكاب اعتداء ضد رئيس الوزراء وآمل ان تكون اجهزة الامن قد فهمت الدرس (من اغتيال رابين) وتضمن تماماً أمن رئيس الوزراء). ويفترض أن يعرض شارون في 25 تشرين الأول - أكتوبر على البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) خطته للانسحاب من غزة على الرغم من المعارضة الشديدة التي تثيرها.
هذا وقد عبَّر وزير خارجية فرنسا ميشال بارنييه الذي واصل امس الثلاثاء زيارة إلى إسرائيل تهدف إلى تخفيف التوتر بين البلدين، عن دعم كبير لخطة شارون.. وأشاد بارنييه بالخطة التي ينتقدها الجناح المتشدد في حزب الليكود والمستوطنون، لكنه أكد في الوقت نفسه ضرورة احترام (خارطة الطريق) وهي خطة السلام الدولية التي تهدف الى تسوية النزاع بين اسرائيل والفلسطينيين.
وفي مؤتمر صحافي عقده بعد لقاء مع وزير الخارجية الاسرائيلي سيلفان شالوم يوم الاثنين اشار بارنييه الى الانتقادات الداخلية لخطة شارون واعترف بان الوضع (اصعب مما كنت اتصوره عندما وصلت) الى اسرائيل. واكد بارنييه، من جهة اخرى، على الدور السياسي الذي يعتزم الاتحاد الاوروبي ان يلعبه في المنطقة، واهمية مواصلة الحوار مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وهما نقطتان محور خلاف مع حكومة شارون.
وقال الوزير الفرنسي ان الاتحاد الاوروبي (مستعد للقيام بدوره بالكامل لمواكبة نجاح هذا الانسحاب)، مؤكدا ان اوروبا (لن تكتفي بدور تقديم الدعم المالي لاننا لسنا مجرد سوبرماركت يمكنه ارسال شيكات هنا وهناك).
واكد ان فرنسا (صديقة للدول العربية وصديقة لإسرائيل التي تتحاور مع الدول العربية وتريد ان تكون مفيدة وما سنفعله سنفعله عن طريق الاتحاد الاوروبي).
وذكرت مصادر دبلوماسية ان بارنييه اكد مجددا (لن نفعل اي شيء بدون عرفات وسنحقق اقل من ذلك بالتحرك ضده)، موضحة ان شارون رفض هذه التصريحات.. ورد وزير الخارجية الاسرائيلي أيضاً على بارنييه قائلاً: (من المحزن انه ليس لدينا شريك الآن).. إلا ان شالوم اكد انه (من الضروري ان تعمل حكومتانا بالتفاهم بينما تشكل معاداة السامية تهديدا والعداء لاسرائيل واضح على عدة مستويات).
ورداً على سؤال للصحافيين حول عملية السلام في الشرق الأوسط، قال بارنييه إن (دوامة العنف واليأس هذه التي تهدد المنطقة بمجملها، هي نزاع نعتبره محورياً في أزمة الشرق الأوسط).
|