جروح تنزف..!
ألم استشرى في الصميم..!
وجع تئن منه الأجساد..!
بنيان كيان يوشك أن يتداعى، فمن باستطاعته وقف نزف الجروح.. ومداواة الألم، والحيلولة دون أنين الأجساد وجعاً..؟؟!
من بإمكانه صيانة البنيان الكيان وحمايته من التصدع، والتداعي، والزعزعة والكل في واد من الألم يهيمون.
تبدي للناس شكواك فتجد على الوجوه عبارة (يا لتفاهة معاناتك أمام ما نعانيه)
تقرأ وجوههم فتندم لأنك أبديت ما الله مخفيه.
تلزم الصمت فينهش صدرك ثعبانه، وتتفاقم الجروح، ويستمر الألم، ويرتفع صوت أنين جسدك. بيد أن ضحكة طفل للتو حباً أشغلتك عما أنت فيه، وبددت مواجعك وجروحك، وفجرت صمت ضحكة مدوية تجاري ضحكة الطفل وتنافسها لتتفوق عليه بطول نفس ضحتك، وتدرك لحظتها ان لا حاجة لك بالناس، ولا رغبة لك بهم.
ليس بالضرورة انتساب الطفل لك، ربما هو طفل عبر أمامك بصحبة أبويه، وبين ذراع والدته تدغدغه وتناغيه فتنطلق منه تلك الضحكة البريئة المدوية وتلحقها بضحكة مماثلة وأشد حتى كدت تقع.. فنسيت.. نسيت ما كان بك.. وما قد اعتراك من هموم الحياة ومآسيها لتكتشف دور ضحكة طفل في مداواة جراحك وجراحنا وجراحهم، عبثه بخصلات شعرك، تدليكه لقدميك بأطراف أصابعه الغضة، قبلته الصافية على وجنتيك، وجبينك، ورأسك، احتضانه لك بقوة تسمع معها فرحة أضلاعك لحضن صغير.
جلوسك والأطفال محيطون بك.. عدة أوضاع.. مختلف الحركات.. كافة التصرفات نأتي وتأتي ويأتي بها الأطفال فتداوي ما لدينا من هموم.. وتنسينا إياها.
النزول إلى مستواهم جسداً.. وعقلاً.. وفهماً.. وإدراكاً يصل بنا إلى محطة أطفال، رداؤهم الطهر والنقاء والصفاء مهما عبثوا، أو حطموا، أو أتلفوا.. يأتي عبثهم وتحطيمهم وإتلافهم بريئا منزها، بخلاف عبث وتحطيم وإتلاف الكبار.. دافعه سواد قلب توارى خلف قضبان أضلاع توارت خلف جسد ظهر للناس في أبهى صورة وأجمل منظر.. يسر الناظرين.. فماذا لو تمكن الناظر من رؤية ما خلف الجسد.. وما خلف الأضلاع من سواد قلب!!
ص.ب 10919 - الدمام 31443
|