قرأت في هذه الجريدة كلمة قصيرة بعنوان (الوقور والموقر) للأستاذ يحيى الألمعي، جاء فيها ان كلمة (الوقور) تعني الشيخ الجليل المتصف بصفات حسنة، وقال ان كلمة (الموقر) بضم الميم وتشديد القاف تعني الاحترام والتقدير، ولكن أضاف بقوله: يجوز أن يكون فيها قولان، حيث تدل على (الوقر) بفتح الواو وسكون القاف بمعنى آخر بدليل قوله تعالى: {وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا}.
وقال الأستاذ الألمعي ان كلمة الموقر لا تصلح لغوياً كصفة للأشخاص أو تستعمل في المكاتبات، ويرغب من العلماء استبدالها بكلمة أخرى كالمحترم مثلاً، ونود الاجابة على ما ذكر بعاليه.
فنقول: ان كلمتي (الوقور والموقر) يعنيان الوقار بمعنى الصفات الكاملة بدليل قوله تعالى {مَّا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا} وعن عائشة رضي الله عنها قالت سألتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بم يعرف المؤمن قال (بوقاره ولين كلامه وصدق حديثه)، ومن الأمثال المعروفة (من خالط العلماء وقر ومن خالط الجهلاء حقر).
بعد ذلك نتطرق الى ما تعنيه كلمة (الوقر) بفتح الواو وسكون القاف كقوله تعالى {وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا} والوقر لغويا نوع من الثقل والصنح بالأذن عن سماع المواعظ.. ويقال أوقرت الجمل أي أثقلته بحمل ثقيل والمراد هنا بالراحلة من الابل لأنها ترحل بالأحمال ويشد عليها الرحيل لما تتميز به من القوة على تحمل مشاق الأسفار لقوله تعالى {وَمِنَ الأَنْعَامِ حَمُولَةً وَفَرْشًا} وقوله تعالى {وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَّمْ تَكُونُواْ بَالِغِيهِ إِلاَّ بِشِقِّ الأَنفُسِ}.
وللرحالة من الابل أسماء كثيرة منها النجيب والمختار لأنها قليل بين الابل، ويجوز تمثيل الراحلة كصفة حسنة للرجل الذي يتحمل الناس وأثقالهم ويتكلف القيام بأمور واجباتهم وحقوقهم وكشف كروبهم.
وروى البخاري ومسلم عن عبدالله بن عمر رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(إن الناس كالإبل مائة لا تجد فيها راحلة)، ومعنى الحديث أن الصفات الكاملة قليلة كقلة الراحلة من الإبل.
|