لا شك أن اهتمام المرأة بصحتها وتغذيتها قبل وخلال الحمل يقلل من المشاكل والمضاعفات التي قد تنتج من الحمل، ويضمن نتاجاً طبيعياً للحمل بالنسبة للمولود والأم، ففي مرحلتي الحمل والرضاعة تزداد الاحتياجات من الطاقة والعناصر الغذائية.
وتعتمد احتياجات المرأة الحامل على حالة المرأة قبل الحمل، فالأم النحيفة التي وزنها أقل من المعدل قد تحتاج لكميات أعلى من الطاقة وبعض العناصر الغذائية مقارنة بالأم ذات الوزن المثالي أو الوزن الزائد.
بالنسبة للطاقة فتزداد المقررات الموصى باستهلاكها بمقدار 300 سعرة حرارية يومياً أثناء الحمل وبمقدار 500 سعرة حرارية في اليوم للمرضعات إذ إن الأنسجة المتكونة أثناء الحمل وزيادة الوزن تتطلب تناول كمية أعلى من الطاقة، كما أن تكوين الحليب يحتاج إلى كمية إضافية من الطاقة.
أما بالنسبة للبروتين فالحامل تحتاج إلى 10 غم إضافية حيث إن جزءا منه يخزن في المشيمة والسائل السلوي، وجزء يغطي احتياجات نسيج الصدر الذي يزداد حجمه، والكمية الأكبر تبقى كمخزون لما سيفقد أثناء وبعد الولادة.
أما المرضع فتحتاج إلى 15 غم بروتين إضافي لتفي باحتياجات تكوين الحليب، لذا فعلى الحامل والمرضع التركيز على تناول الأغذية الغنية بالبروتين كاللحوم الحمراء والدواجن والأسماك والبيض ومنتجات الألبان، وكذلك المصادر النباتية كالبقول.
فيتامين أ: يوصى باستهلاك كمية إضافية من فيتامين -أ- خلال مرحلة الحمل للنساء اللواتي كان مخزون هذا الفيتامين منخفضاً لديهن قبل الحمل، وذلك بتناول المصادر الغذائية الغنية به كالخضراوات الورقية والفواكه الصفراء والكبد والكلى.
أما فيتامين ج فتحتاج المرأة الحامل حوالي 70ملغم يومياً أي 10ملغم إضافية، أما المرأة المرضع فتصل احتياجاتها إلى 90-95 ملغم يومياً أي حوالي 30-35 ملغم إضافية.
ففيتامين ج ضروري لتكوين المادة الرابطة (الكولاجين) أثناء انقسام الخلايا في مرحلة نمو الجنين.
أما بالنسبة للمرضع فهي تحتاج هذا الفيتامين ليفرز بالحليب.
وأهم المصادر الغذائية لفيتامين ج هي الفواكه والحمضيات الطازجة والفلفل والجوافة.
الثيامين والنياسين والرايبوفلافين:
تدخل هذه الفيتامينات بشكل مباشر في تمثيل الطاقة لذا تزداد الحاجة من هذه الفيتامينات في أثناء الحمل لتواكب الاحتياجات من الطاقة، أما عن حمض الفوليك فهو ضروري جداً لانقسام الخلايا مما يجعل حاجة الجنين إليه كبيرة، ولعل نقص الفولاسين من أهم مشاكل النقص الغذائي التي تواجه الحامل لذا فإعطاء الجرعات الإضافية منه يعتبر أمرا ضروريا للواتي يعانين من فقر الدم التضخمي أو حتى كوقاية منه.
وتصل احتياجات المرأة الحامل إلى 400ميكروغرام يومياً من الفولاسين وفي أثناء الرضاعة تصل إلى 260-280ميكروغرام يومياً، وتعتبر الحبوب والبقول والخضراوات والموز والبرتقال والفراولة أهم المصادر الغذائية للفولاسين، ولكن عادةً ما تعطى جرعات إضافية من هذا الفيتامين مع الحديد على شكل حبوب.
بالنسبة للعناصر المعدنية فتزداد الحاجة لجميع العناصر المعدنية في مرحلتي الحمل والإرضاع ، فعلى الحامل والمرضع التركيز على استهلاك كمية كافية من البقوليات والحبوب الكاملة والفواكه والخضراوات والكبد.
تصل احتياجات الحامل من الحديد إلى 30ملغم يومياً وعادةً ما تعطى الحامل حبوبا لتغطي هذه الاحتياجات، لأن النقص في استهلاك الحديد في أثناء الحمل يؤدي إلى حدوث فقر الدم للحامل والمرضع.
أهم مصادر الحديد اللحوم الحمراء والكبد والحبوب الكاملة،والجدير بالذكر أن تناول كمية كافية من الأغذية الغنية بفيتامين ج تزيد من امتصاص الحديد.
أما عن الكالسيوم والفوسفور فتصل احتياجات الحامل إلى 1200ملغم يومياً وكذلك بالنسبة للمرضع التي تفرز الكالسيوم مع الحليب، فالجنين يحتاج إلى ما لا يقل عن 300ملغم يومياً من الكالسيوم، ويؤدي نقص الكالسيوم والفوسفور إلى ضمور العظام في النساء خاصة مع تكرار مرات الحمل والإرضاع.
ويعتبر الحليب ومنتجات الألبان أهم مصادر الكالسيوم، ولكن قد يكون هناك حاجة لتناول مضافات تكميلية من الكالسيوم على شكل أقراص مدعمة بأملاح الكالسيوم.
ربى الشكعة
إخصائية تغذية - عالم الحمية - مستشفى المركز التخصصي الطبي |