Tuesday 19th October,200411709العددالثلاثاء 5 ,رمضان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الريـاضيـة"

التركي يشخص واقع اليد السعودية ويطالب بالتغيير بحثاً عن التطوير: التركي يشخص واقع اليد السعودية ويطالب بالتغيير بحثاً عن التطوير:
اثنا عشر عاماً شاهدة على فشل اتحاد اليد.. وأحداث الدوحة مخجلة

* الرس - أحمد الغفيلي:
سنوات طويلة عاناها الحكم الدولي السابق والمحاضر والخبير الأستاذ إبراهيم التركي في ملاعب كرة اليد، بدأها لاعباً فمدرباً وإدارياً وحكماً، وأخيراً محاضراً ومؤلفاً للعديد من الإصدارات الخاصة باللعبة في مجالات شتى نالت إعجاب المسؤولين عربياً وقارياً ودولياً.
ولأن إبراهيم التركي من رموز كرة اليد السعودية، ومعاصر لبداياتها ومتابع بدقة لكل ما يستجد من تحديث وتطوير في قوانين وطرق التدريب وعلم الادارة عبر تواصله مع اكثر من اتحاد عربي وقاري، ومشاركته في العديد من الندوات والدورات المعنية بكرة اليد؛ لذا ظل رغم ابتعاده عن العمل الرسمي يحمل همّ كرة اليد السعودية ويحرص على تقديم نقد صريح يهدف من خلاله لتعديل مسار كرة اليد، ويحاول جاهداً طرح رؤية يرى أنه من الضروري التوقف عندها وإعطاؤها الاهتمام وتدارسها لكونها نابعة من الغيرة، وغايتها تدعيم الإيجابيات والإشارة للسلبيات.
* الأستاذ إبراهيم التركي وجه سهام النقد صوب اتحاد كرة اليد السعودي والذي يرأسه الأستاذ محمد المطرود، واتهمه بالفشل والعجز وعدم القدرة على الارتقاء بمستوى منافسات اللعبة والتطور، في ظل إصراره العجيب على حجب فرصة التواجد من القدرات الشابة المؤهلة علمياً والحاصلة على درجات علمية عليا ودورات تخصصية والمؤهلة أكاديمياً وميدانياً لتولي مراكز قيادية في لجان اتحاد كرة اليد.
التركي تساءل عن سر تغييب وتهميش عادل اليامي ومبارك المبيريك وعبدالله أمان وصالح بكري وعبدالله الشهري وقبلهم المثالي عبدالرزاق معاذ.. وجلهم كفاءات وطنية لديها الإمكانيات وحققت نجاحات مذهلة وتحمل مؤهلات علمية رياضية وسبق لها التفوق وهي تعمل بجد وإخلاص وتمتاز بالتواصل مع ما يستجد والقدرة على استخدام التكنولوجيا الحديثة للاطلاع والتحدث باللغة الإنجليزية مما يساعدها على تكثيف الاتصالات بالاتحاد الدولي وفَهْم ما يتم طرحه واستحداثه والتفاعل مع ما يتم تداوله وبحثه في الدورات والندوات والاجتماعات قارياً ودولياً.
* وحول التغييرات الأخيرة في لجان اتحاد كرة اليد قال التركي: إن الجميع توقع أن يستشعر رئيس اتحاد كرة اليد السعودي خطورة المرحلة، وأن يعمد للتغيير بهدف التطوير.. إلا أن الواقع غير ذلك، فمن أثبتوا فشلهم في لجنة الحكام سابقاً أُسندت لهم عضوية لجنة أهم وهي لجنة المسابقات.. وباستثناء خالد الرشيد وهو حكم دولي ومدرس تربية بدنية، فالبقية مع احترامي لهم غير قادرين على وضع جدول الدوري بصورة صحيحة، فما بالك بالمهام الأخرى المتعلقة بالتقييم والتجديد ووضع لوائح وأنظمة وشروط للمنافسات.. وأجزم أن فهد الوهيبي وعلي غانم وصالح السلطان وعائض القرني أسماء وضعت في مجال لا يمكن فيه أن تبدع لافتقارهم للتأهيل العلمي!!
* وفيما يتعلق بالطريقة التي اتبعها الاتحاد السعودي لكرة اليد للترشيح لعضوية لجانه والتي تعتمد على إرسال استمارات للأندية لترشيح من تراه مناسباً، عارض التركي هذا التوجه موضحاً أن الأندية غالباً ما تبحث عن مصلحتها الخاصة ومن يخدم مواقفها ويدعمها في حال وجود أي إشكالية خاصة بها، وغالباً ما تأتي الأسماء من عناصر لا تملك الخبرة والتجربة ولا علاقة لها بكرة اليد.
* وتساءل التركي عن مسببات عودة اتحاد كرة اليد لأسماء قديمة تعمد تجاهلها وإبعادها لاثني عشر عاما متواصلة مما أبعدها عن أجواء كرة اليد وقضى على طموحها بالمشاركة ثم عاد إليها دون أخذ مشورتها وموافقتها وبعد تقدمها بالسن وتعدد اهتماماتها ومسؤولياتها مثل إبراهيم الونين وعلي العمير وحسين باسنبل وحمد اللحيد وحامد إدريس وهم زملاء أُكنّ لهم كل التقدير والاحترام كان من الممكن أن يكون لهم تأثير أكبر لو لم يبتعدوا لسنوات طويلة، ولذا فالزمن الحالي ليس مناسبا لهم ومن الأجدى جلب عناصر وكوادر إدارية شابه لديها الطموح والطاقة، وكان من المفترض أن يعمد اتحاد اليد لتكريم الجيل القديم بدلاً من إحراجه بالعمل والذي رفضه بعضهم لقناعتهم بأن لجنة الحكام تحتاج لجهد وبذل وعمل، والوضع الحالي لا يشجع على المشاركة والقاعدة التحكيمية ضعيفة لضعف دورات الصقل والإعداد وندرتها ولافتقار الاتحاد الحالي وخلال السنوات السابقة لنهج علمي بعيد عن المجاملة لمتابعة الحكام وإعدادهم وتجهيزهم.
* وواصل الخبير التركي حديثه ل(الجزيرة) قائلاً: إن ندرة الحكام المتميزين وعدم وجود المحاضر الوطني الذي بإمكانه إيصال المعلومة وطرحها وتطبيقها وكشف أخطاء الحكام والرقي بمستواهم وحصر فرص الظهور على أسماء معينة وتكرار تواجدها والاعتماد عليها وإغفال البقية أثمر أخطاء تحكيمية فادحة ساهمت في تحويل صالات كرة اليد لحلبات مصارعة.. لم يمضِ موسم في عهد الاتحاد الحالي إلا وكان العنف والتشابك بالأيدي عنوانا بارزا يطغي على المستوى.. ولعل بداية الموسم الحالي وفي الأسبوع الأول وما حدث في لقاء مضر والخليج لشاهد يؤكد تفاقم الوضع ويعبر عن حالة الفوضى التي تشهدها ملاعب كرة اليد، وهو ما لم نشاهده في الألعاب الأخرى كالقدم والسلة والطائرة.. إلا أن غياب القرار والمجاملة وسوء التنظيم وما تبعه من إجراءات روتينية ساعدت على تكرار الخروج عن الروح الرياضية بصورة لافتة تقع فيها المسؤولية على اتحاد كرة اليد.
* وحول وضعية المنافسات المحلية قال إبراهيم التركي: إن الحديث عن البطولات السعودية لكرة اليد يحتاج لصفحات، والمنافسات وفي مقدمتها الدوري أهم المسابقات مملة وتفتقر للإثارة والمتعة الفنية، والغياب الجماهيري لافت وملحوظ حتى ان بعض اللقاءات التنافسية لا يحضرها إلا الحكام ومندوب الاتحاد والأجهزة التدريبية والطبية للفريقين، والبطولات السنية للناشئين والشباب تقام بطريقة تقتل الطموح ولا تسهم في إعدادهم كنجوم في المستقبل.. ولعل فريق النجمة بطل المملكة في الموسم الفائت للشباب خير دليل على أن الاهتمام مفقود والتواصل ما بين الأندية والاتحاد معدوم؛ فالفريق الأول يقبع في مكان لا يليق به مع أندية همها المشاركة مما يحطم معنويات لاعبيه ويضعف من مستواهم بل ويسهم في توقف العديد من اللاعبين.. ولو كان هناك حرص من الاتحاد لبادروا بحل أي عوائق تغيب الأندية البارزة.. والسؤال الآن: أين الأندية الرائدة والتي كان تواجدها يمثل قمة المنافسة كالهلال والعربي والنجمة؟ وهل كلف الاتحاد نفسه لدعمها وإقناع مسؤوليها بالاهتمام بكرة اليد ومساعدتهم لحل أي إشكالية وإزالة أي عائق؟ فالهلال مثلاً عودته ستعيد شريحة كبيرة من الجماهير، وبالمثل العربي والنجمة وفرق أخرى كبيرة غابت فيها كرة اليد لتغيب المتعة، مع أنها كانت تغذي المنتخبات بنجوم كبيرة لا يمكن نسيان مشوارها الحافل دولياً.
* وفيما يتعلق بالمشاركات الخارجية للأندية والمنتخبات السعودية قال التركي: الحديث في هذا الجانب يدعو للحسرة على ما كانت تمثله المشاركات السعودية عربياً وقارياً.. أما حالياً فالأندية اكتفت بالمشاركة دون المنافسة والمنتخبات نتائجها هزيلة وآخرها تصفيات التأهل لكأس العالم بالدوحة والتي لم نكتفِ منها بتواضع المستوى بل زامنها تصرفات مخجلة وخروج عن الروح الرياضية من مسؤولين كبار في الاتحاد السعودي لكرة اليد صدر تجاهها عقوبات من الاتحاد الآسيوي، وهي سابقة سجلت في فترة الاتحاد الحالي، وكان من المفترض أن يمثل المسؤولون المرافقون قدوة للاعبين وأن يدرك من صدرت منه مثل هذه التصرفات أنه يمثل القيادة الرياضية ومن صلب مسؤولياته الحفاظ على الصورة الناصعة للرياضة السعودية.
وحول المقترحات التي يرى ضرورة العمل بها لتطوير كرة اليد السعودية قال التركي: إن ما قلته سابقاً هو ما سأقوله حالياً، فالتغيير الشامل هو المطلب وفتح المجال لطاقات شابة أولى الخطوات والشفافية والوضوح والصدق في قراءة الواقع مطلب أساسي، ومن ثم نبذ المجاملات واختيار الأكفاء والأجدر والاهتمام بإعداد المدربين الوطنيين وتفعيل دورات الحكام.. فهل يعقل أن اتحاد اليد لا يوجد فيه بين أعضاء لجنته الموقرة من يستطيع شرح القانون وتفسير اللوائح والاطلاع على ما يستجد من قوانين وتفعيل دوري الناشئين والشباب وتكثيف اللقاءات وإقرار نظام للدوري بموجبه يتم هبوط أربعة فرق لزيادة التنافس والاهتمام بدوري الدرجة الأولى واستحداث دوري الدرجة الثانية والاهتمام بدوري المناطق ومساعدة الأندية مادياً وإيجاد حوافز مادية للأبطال بحجم ما تصرفه الأندية والعناية بالكوادر الإدارية واحترام النقد والاستفادة منه واختيار أقلام صحفية قادرة على تقديم رؤية إيجابية تدعم العمل وتكشف السلبيات بدلاً من أقلام اعتادت المجاملة والمصلحة الخاصة وإقامة المعسكرات داخل المملكة ليتاح للجميع الاطلاع على سير الإعداد للمنتخبات السعودية وفتح المجال للاعبين من مختلف المناطق للمشاركة في المنتخبات بدلاً من حصرها على أندية معينة وفصل اللجان عن بعضها واستقلاليتها وعدم التدخل في قراراتها وجلب كوادر تدريبية للعمل في المراكز لتدريب البراعم في مختلف المناطق وغيرها الكثير.. إلا أن الأمل في التغيير يبقى الأهم؛ فالاتحاد الحالي وإن كان قد حقق نجاحات محدودة فهو قد عايش كبوات وفشل على مدار 12 عاما متواصلة.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved