* الرياض - محمد الفيصل:
وجه معالي الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ إبراهيم بن عبدالله الغيث كلمة بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك قال فيها: (الحمد لله رب العالمين والصلاة على خاتم الأنبياء والمرسلين وبعد: فإن الله جلّ وعلا منّ علينا وعلى المسلمين بنعم عظيمة لا تعد ولا تحصى وعلى رأسها نعمة الإسلام كما نحمده سبحانه أن بلغنا شهر رمضان وشرع لنا من أنواع العبادات والطاعات لنتقرب إليه جلّ وعلا ومن بين تلكم العبادات عبادة الصوم، ومن المعلوم أن الصيام وهو الركن الرابع من أركان الإسلام وهو واجب على كل مسلم بالغ عاقل قادر على الصيام.
وقد فرضه الله بقوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} وقال صلى الله عليه وسلم: (بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت الحرام) رواه البخاري ومسلم، وقد جاء في فضل الصيام أحاديث عديدة منها قوله عز وجل قال: (كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف قال تعالى: إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي، للصائم فرحتان فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك) رواه البخاري ومسلم، وقال صلى الله عليه وسلم: (من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه) رواه البخاري ومسلم.
فحري بالمسلم والمسلمة أن يستغلا هذا الشهر المبارك بما يقربهما إلى الله وجنته ويبعدهما عن ناره وسخطه وهو لا يكون إلا بتحقيق التقوى التي أمر الله بها وذلك بفعل الطاعات والقربات من إطعام الطعام وصلاة القيام وبذل الصدقات وإعانة المحتاج وغيرها مما لا يخفى على الكثير من المسلمين.
كما أن علينا أن نبتعد عن كل ما يشوب هذا الصيام ويحبطه أو ينقص أجره من المنكرات المتنوعة، وهذا لا يكون إلا بالإخلاص لله عز وجلّ فلا يصوم المسلم أو المسلمة هذا الشهر على أنه عادة اعتاد عليها أو لأن الناس يصومون فيصوم معهم، كما أن علينا أن نبتعد عن المحرمات من أكل للحرام، وسماع للحرام، ومشاهدة للحرام، كما أن من أعظم الخطر ما يفعله البعض في هذه الأيام المباركة والليالي الشريفة من إضاعة الصلوات بحجة أنه صائم فينام عن صلاة الفجر والظهر والعصر وربما لم يستيقظ إلا بعد صلاة المغرب، وحجته أنه صائم، وهذا من جهل قائله حيث إن أمر الصلاة أعظم من أمر الصيام، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (إن أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر ولو يعلمون ما فيها لأتوهما ولو حبواً) متفق عليه، كما أن البعض من المسلمين هداهم الله يضيعون أوقاتهم في هذا الشهر إما بالسهر أمام القنوات الفضائية أو الإنترنت أو غيرها من الملهيات فنجد البعض يقضي ليله بالسهر والتجول في الأسواق والشوارع وبخاصة في العشر الأواخر من رمضان والتي فيها أعظم ليلة وهي ليلة القدر التي صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه) رواه البخاري ومسلم، كما أن بعض الآباء والأمهات يحرصون على أداء العمرة والمكوث في مكة المكرمة العشر الأواخر وهذا أمر محمود إلا أن البعض منهم بحجة التفرغ للعبادة يتركون لأبنائهم وبناتهم الحبل على الغارب يترددون في الأسواق والأماكن القريبة من الحرم متى ما شاءوا وكيف ما شاءوا مما يتسبب بمشاكل لا تحصى جراء هذا الإهمال، فحري بنا أن نستغل أوقاتنا وأعمارنا فيما يقربنا إلى الله ولنعلم أن هذه الدنيا سرعان ما تزول وسرعان ما ينتقل المسلم إلى الدار الآخرة.
ولا يفوتني تذكير الإخوة رجال الهيئة بضرورة التواصي على الخير وبذل المزيد من الجهد والاجتهاد والنشاط في تأدية واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الملقى على عواتقنا جميعاً والمتعين علينا باختيارنا العمل في ميدانه، فحالة النفوس في هذا الشهر الكريم مهيأة لقبول النصح والتوجيه والإرشاد.
|