* الرياض - نايف الوعيل:
تحظى دور الأيتام باهتمام كبير من الدولة حيث سخرت كافة الإمكانيات من أجل إنجاح هذه المشاريع الخيرية التي حثت عليها الشريعة الإسلامية.وفي جولة ل(الجزيرة) في الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام بمنطقة الرياض والتي تحظى برعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض وسمو نائبه صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدالعزيز.وتعرف الجمعية باسم (إنسان) بأنها جمعية خيرية لرعاية الأيتام بمنطقة الرياض وقد كانت فكرة إنشائها وليدة مقترح لعدد من رجال الأعمال وقد تم عقد اجتماع في مزرعة الشيخ حمد بن سعيدان وبعد ذلك تم تبنيها ودعمها ومساندتها من قبل صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض وصاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة الرياض وصدرت الموافقة السامية الكريمة بتأسيسها عام 1419ه.
وتملك (إنسان) حاليا بالإضافة للإدارة العامة (بين مخرج 14 ق15) ثلاثة فروع موزعة في شرق وشمال وجنوب الرياض.وتهدف الجمعية إلى غرس مبادئ الدين الإسلامي الحنيف والعقيدة السليمة في عقل اليتيم لينشأ قوي الإيمان والعقيدة كما تهدف إلى توفير أوجه الرعاية المعنوية والمادية لليتيم في مراحل عمره وإلى العمل على إنشاء البرامج والمشروعات والمراكز الإيوائية وإدارتها بما يتفق مع أهداف الجمعية.ويعد برنامج كفالة اليتيم البرنامج المحوري للجمعية وهو يعنى بشؤون اليتيم ويهدف لتوفير مختلف أوجه الرعاية الاجتماعية والنفسية والمادية والصحية والتعليمية لليتيم داخل أسرته الطبيعية. والعمل على تربيته تربية إسلامية وتحقيق الإشباع النفسي والجسمي، كما يهدف البرنامج لتأمين الأدوات المدرسية والمكتبية وتأمين السكن والإيجار حسب احتياج كل أسرة.وتقدم (إنسان) بالإضافة إلى برنامج كفالة اليتيم العديد من البرامج مثل برنامج التوجيه والإرشاد جائزة للأيتام المتميزين دراسيا، الهدية الثقافية، دليل (احكم بنفسك)، برنامج تنمية القدرات، المسرحيات الشعرية، برنامج مسابقات مجلة (إنسان)، برنامج (الرسم والكتابة هوايتي)، مسابقة تنسيق الزهور للأطفال، برنامج القرية التراثية، برنامج المخيمات والمراكز، برنامج واجبات ديني وبرنامج التدريب والتوظيف.
وبدأت (الجزيرة) جولتها بالجمعية بلقاء الأستاذ صالح عبدالله اليوسف مدير عام الجمعية المكلف وتوجهت له بسؤال عن الأنشطة التي يمارسها الأيتام فترة وجودهم في الجمعية وأجاب أن الجمعية تحرص على دمج الأيتام داخل المجتمع من خلال البرامج الاجتماعية والترفيهية وتحرص أيضا على الاستفادة من المناسبات وعلى سبيل المثال في الصيف تقيم الجمعية برنامجاً متكاملاً تسعى من خلاله إلى تنمية شخصية اليتيم من خلال ما يقدم لهم من برامج تربوية هادفة كما أن الجمعية تحرص على تعريف الأيتام بمعالم مدينة الرياض ومعالم المملكة من خلال ما تنفذه من مجموعة من الزيارات للمصانع وبعض المعالم كما أن الجمعية تسير رحلات إلى المنطقة الشرقية وإلى الطائف وجدة وأبها ولله الحمد أيضا الجمعية تقيم رحلات بشكل أسبوعي لمكة المكرمة لأداء العمرة.وعما إذا كانت هذه البرامج تكشف للجمعية بعض مواهب الأيتام أكد اليوسف أن الجمعية تقوم بما تسميها (الأيام المفتوحة) فمثلا تقيم يوماً للأسر وأمهاتهم في المنتجعات وهذه الأيام المفتوحة تكون لمدة يوم كامل من الصباح إلى المساء ويتخلل هذا اليوم بعض النشاطات كالخطابة والرسم والإنشاد والتعبير الحر ومن خلال مثل هذه الأنشطة يتم اكتشاف المواهب ومتى ما تم اكتشافها تحاول الجمعية أن تنميها من خلال برامج أخرى فعلى سبيل المثال لو وجدت الجمعية مجموعة من الأيتام لديهم القدرة على الخطابة والتحدث فهي ستحاول أن تعطيهم بعض القصائد ليلقوها في المناسبات وأيضا الجمعية تقوم بعرض بعض رسوم الأيتام على رجال الأعمال فيقومون بشرائها وتقوم الجمعية بإعطاء اليتيم المبلغ.وعن رؤيته لدعم رجال الأعمال ل(إنسان) أكد أن الجمعية جمعية خيرية لا تهدف إلى الربح وهي تقوم على جهد أهل الخير والمحسنين ولولا توفيق الله عز وجل ثم دعم رجال الأعمال والمحسنين لماقامت.وعن أبرز المشاكل التي تواجهها الجمعية مع اليتيم شدد اليوسف على أن للجمعية هدفاً سامياً وهو صناعة اليتيم على أنه إنسان وبالتالي فالصعوبة التي نواجهها تكمن في صناعة هذا الإنسان من حيث كيفية تأهيله ليكون عضوا صالحا في المجتمع.وأضاف أن الجمعية تواجه مشكلة أخرى وهي عزوف بعض أبنائها عن ما تحصل عليه من فرص تدريبية وفرص وظيفية فهي تجد البعض لا يتقدم لمثل هذه الفرص.
وعلق اليوسف على مشاركة وزير الشؤون الاجتماعية د. علي النملة الأيتام في عدة مناسبات بأن الدكتور علي مشارك دائم مع الجمعية وحتى إن لم يحضر بجسده فهو مشارك من خلال سؤاله الدائم ومن خلال حرصه على مشاركة الأيتام في أغلب المناسبات ومن أهم المناسبات برنامج الإفطار الرمضاني.وأوضح اليوسف أن للجمعية طموحاً وطموحاتها أكبر مما لديها من إمكانات وقدرات وأن للجمعية خطة تطويرية تهدف إلى تغطية وتلبية احتياجات جميع أيتام منطقة الرياض وما يتبعها من هجر ومحافظات، وعن علاقة اليتيم بالمجتمع أكد أنها (علاقة إيجابية ولله الحمد فالشعب السعودي بطبيعته شعب عاطفي وشعب خير).وعن علاقة (إنسان) بالجهات والمؤسسات الخيرية والحكومية الأخرى أكد أن علاقة (إنسان) الأولى بوزارة الشؤون الاجتماعية وخصوصا أن الوزارة هي الجهة المشرفة على هذه الجمعية وأن لها علاقات مع الكثير من القطاعات الحكومية فمثلا لها علاقة بوزارة التربية والتعليم من خلال الاتصال بالمدارس ومتابعة بعض حالات الطلاب وخصوصا تلك التي تحتاج إلى متابعة وأيضا لديها علاقة مع وزارة العمل من خلال توظيف بعض الأيتام وأيضا لدى (إنسان) علاقة مع أمانة مدينة الرياض من خلال ما تقوم به من مشاريع وأيضا لها علاقة بالغرفة التجارية الصناعية بالرياض حيث تعتبر هي المحضن لهذه الجمعية.وعن تثمينه لاهتمام صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض لهذه الفئة من المواطنين أكد أن لسمو الأمير سلمان اليد الطولى في هذه الجمعية فهو الذي باركها من بدايتها وتبناها وساهم في تأسيسها وهو رئيس فعلي لهذه الجمعية وسموه يدعم بماله وجهده ووقته.وفي نهاية حديثه وجه اليوسف دعوة لجميع قراء (الجزيرة) لزيارة الجمعية للاطلاع على ما لدى الجمعية من برامج وخدمات توجه للأيتام وعزز دعوته بمقولة (إن من يرى ليس كمن يسمع).
وبعد ذلك توجهت (الجزيرة) إلى الأستاذ حماد الدوسري رئيس قسم البحث الاجتماعي وسألته عن دور البحث الاجتماعي في الجمعية فأكد أن مسمى البحث الاجتماعي يعني البحث الاجتماعي بمعناه التقليدي بالإضافة إلى الخدمة الاجتماعية للأسر.
وأضاف الدوسري أن جميع الأيتام في الجمعية سعوديو الجنسية تتم رعايتهم داخل أسرهم الطبيعية وهم يختلفون عن الأيتام ذوي الظروف الخاصة فالبعض إذا قيل لهم يتيم يعتقدون أنه مجهول الأبوين وهذا مفهوم خاطئ فيتيم (إنسان) يكون والده متوفى واحتاجت الأسرة لعائل مادي ومعنوي.وعن كيفية اختيار الأيتام للالتحاق في الجمعية أوضح الدوسري أن الجمعية تستقبل طلبات الالتحاق من الأسر وبعد ذلك تقوم الجمعية بزيارة الأسرة عن طريق باحث وباحثة اجتماعية وعادة ما يكون الباحث والباحثة محرماً لبعض للتحقق من احتياجات الأسرة وهل شروط الجمعية تنطبق عليها.
وأضاف الدوسري أن الجمعية تهدف إلى أن تقوم بدور الأب المادي والمعنوي وأنها تهدف إلى ترسيخ مفهوم لدى الأسر وهو أن اليتم ليس عيبا ونحاول أن نجعل اليتيم وهو يطالب بحقه يصر على هذا الحق وأن يطالب به على أنه حق له وليس إحساناً من أحد.واختتم الدوسري حديثه ل(الجزيرة) بقوله: إن ما يميز (إنسان) هو أن جميع العاملين فيها متخصصون فمثلا جميع العاملين بقسم البحث الاجتماعي هم أخصائيين اجتماعيين فهم مؤهلون للتعامل مع الأسر ومع اليتيم وهم معدون إعداداً مهنياً وعلمياً للتعامل مع اليتيم.
واختتمت (الجزيرة) جولتها داخل الجمعية بلقاء بعض هؤلاء الأيتام وسألتهم عن كيفية قضاء أوقات الفراغ داخلها عن هواياتهم وعن الأشياء التي تدفعهم إلى التواجد الدائم بالجمعية.
في البداية أوضحت الطفلة وعد أنها تقضي وقت فراغها في الجمعية بحرية تامة وأنها تستمتع بالوقت التي تمضيه مع مدرساتها وأنها شاركت في بعض برامج الجمعية مثل برنامج (المهدي) وعند سؤالها عن الأشياء التي حببتها في الجمعية أكدت أن طيبة الموظفين وحسن تعاملهم من أهم الأشياء التي حببتها في الجمعية.
ومن ناحيتها أكدت نسرين تركي أن هوايتها الرسم وأنها تحب رسم المناظر الطبيعية والسفن وأنها شاركت في بعض المعارض التي تقيمها الجمعية.وأضافت ياسمين تركي أنها مثل أختها تهوى الرسم إلا أنها تحب رسم الورود أكثر.وأما فهيد تركي فقال: إن الجمعية لم تقصر معهم وأنه يقضي أوقات سعيدة ومرحة فيها وأنه يشكرهم على كل ما يقومون به لخدمتهم.ومن جانبه أكد ذيب الشمري أنه يستفيد كثيرا من تواجده فيها وأنه يجلس معظم الوقت للاستفادة من الموظفين وأشاد الشمري بالتعامل الرائع والأخلاق العالية للموظفين. وعند سؤاله عن هواياته قال إنه يحب الخط العربي والرسم وشكر المشرفين على الجمعية على كل ما يقدمونه لهم.واختتمت (الجزيرة) جولتها بلقاء الطفلة أفراح الشمري التي أكدت أنها تحب الجمعية لأنها استفادت من مدرساتها وأنها إذا أتت إلى الجمعية تستغل الوقت في سؤال مدرساتها عن ما لا تعلم.
|