* الرياض - ياسر المعارك:
هناك عدد من الظواهر الرمضانية والتي لا تظهر سوى في هذا الشهر الكريم، ولعل أهمها هوس النساء في التواجد بالأسواق التجارية، وهوس فئات كبيرة من الشباب في التسكع بسيارات فارهة أمام الأسواق التجارية.
(الجزيرة) قامت بجولة ميدانية لرصد هذه الظاهرتين لمحاولة تغييرها فكان لنا الآتي:
الظاهرة الأولى
تروي أم خالد 45 سنة أم لثلاث بنات وولد أن النساء يقبلن على الأسواق خلال فترة رمضان بشكل كبير، وذلك بسبب طول ساعات المساء، فالأسواق تفتح أبوابها من الساعة 8 مساء إلى 2 صباحاً وهو وقت تستطيع فيه النساء التنزه وقضاء وقت ممتع في السوق.
وأشارت أم خالد إلى أن الأسواق الفخمة والراقية صممت بشكل يتيح لأفراد الأسرة قضاء وقت طويل، وعلى سبيل المثال أصبحت الأسواق الكبيرة تضم ملاعب أطفال حتى يستمتع الطفل بوقته، كذلك أنشأت بعض الأسواق زوايا كبيرة من كل سوق ضمت العديد من المطاعم المشهورة والمتنوعة من مأكولات شرقية وهندية وصينية ووجبات سريعة وأتاحت هذه الميزة لتأتي الأسرة وتتنزه قليلاً في أرجاء السوق ومن ثم يتناولون وجبة جماعية في جو عائلي.
أما ريم (28) سنة فنانة تشكيلية ذكرت أن النساء أصبحن مهووسات بالأسواق الرمضانية معللة السبب إلى تأثير ثقافة القنوات الفضائية التي ازدحمت ببث البرامج المتنوعة والتي تحتوي على برامج غنائية متنوعة وغيرها مما أثر على شرائح مختلفة من المجتمع وبدأ بتحويل شهر رمضان من شهر عبادة وصيام إلى شهر سهر وأفلام.
وفي الحقيقة أنا من محبات التسوق الرمضاني ولا أعلم السبب فهو شيء نفسي أكثر منه اجتماعي.
أما ريم 33 سنة فلم يكن رأيها بمختلف عن الأخريات حيث اتفقت معهن على أن الأسواق تمتلئ بالنساء خلال شهر رمضان بشكل كبير حتى أصبح تواجد النساء في الأسواق من الأشياء المسلم بها، وأضافت أن هناك فئات كبيرة تقبل على التسوق استعداداً لاستقبال عيد الفطر المبارك، كذلك أصبح شهر رمضان يأتي بالتزامن مع موسم الشتاء والذي يتطلب شراء بعض الملابس الشتوية.
الظاهرة الثانية
كثافة وجود الشباب عند الأسواق بسياراتهم الفارهة أثناء خروج النساء من الأسواق لمعاكستهن.
الشاب خالد طالب جامعي 22 سنة تم رصده بسيارته من نوع لكزس وهو يأخذ الدورة الثالثة حول الفيصلية فاستوقفناه وسألناه عن تواجده المكثف عند سوق الفيصلية بالرياض، وبدون تردد أجاب وبشكل ينم عن (وساعة وجه) أنه يأتي للمعاكسة، وأن كثافة وجود العنصر النسائي بالأسواق أصبح مغرياً جداً، وأضاف أن من أسباب انتشار المعاكسة في شهر رمضان طول فترة الفراغ في المساء من بعد صلاة التراويح وحتى الساعة 3 فجراً، وهذه فترة طويلة إن لم يتم استثمارها بشكل جيد فمن الطبيعي أن تستثمر بشكل خاطئ.
أما تركي 19 سنة صاحب سيارة صالون من نوع جيمس، وقد كانت جميع مقاعد السيارة ممتلئة بالركاب من أصدقائه وكان عددهم 7 أشخاص. قال للأسف إن الشباب استثمروا شهر رمضان بشكل خاطئ فمنذ شهر العبادة الفضيل إلى شهر تسلية وسهر، وأنا من ضمنهم، وكما تشاهد أقوم بجولة يومية لمدة 3 ساعات تقريباً مع أصدقائي نلهو ونمرح.
وفي الحقيقية تجذبنا الأسواق المزدحمة بالنساء نافياً أن تكون هناك معاكسات، ومؤكداً في ذات الوقت وجود بعض الشباب الذين يسعدون بقدوم شهر رمضان لممارسة تلك المعاكسات.
وتحدث أحد الركاب في المقعد الخلفي للجيمس ويدعى نواف 23 سنة طالب في كلية الهندسة قائلاً إنه يسعد كثيراً برمضان بسبب الأفلام والمسلسلات ويؤكد أن التسكع الشبابي يزدحم وينشط بشكل ملفت للنظر في شهر رمضان، وخير دليل على ذلك هو ازدحام حركة السير في شارع التحلية، والعليا العام، وطريق الأمير عبدالله، وللعلم أن جو المملكة الحار بطبيعته لا يساعد على التنزه في أوقات الصباح أو العصر، ولذلك فأفضل وقت للتنزه والتسكع هي الفترة المسائية.
|