دررُ السماء تبتلت عيناها
رسمت من القلب الرحيم مداها
بعثت من الأفُق الجميل نضارةً
غمرت عقول المؤمنين رؤاها
نعمٌ تبدى في السماء صفاؤها
ويفوحُ من بين المروج شذاها
يهفو النسيمُ على الغصونِ محبةً
ويعانق الثغرُ الجميلُ سناها
والأرض سبحان المُجل لخيرها
يمضي السحابُ مُقِل في سقياها
حبات ماءٍ قد تغنى وجهها
ليُعير في نبض القلوب نداها
دررٌ تجود بها السماء بوادياً
وتبث في صحو النفوس مُناها
دررٌ تفيض بها السماءُ نداوةً
دررٌ تعانق في الثرى نجواها
إني أرى بين الجداول نبضَها
أملاً حبيباً قد صفا ودعاها
إني أرى بين الزروع شروقَها
وجهاً جميلاً بالضياءِ أتاها
قسماتُ حبٍ قد تغنَّى لحنها
همست عيون الناظرين صداها
قسماتُ صبحٍ غرَّدت أطيافُها
وجه الصباح مُداعباً دنياها
درر العطاءِ لقد تتابع بعضُها
فوق الرمال تهلَّلت بُشْراها
وتفيض بالفرح المُعَبر بهجةً
عين السماء شموخها وذُراها
يا صاحِ رفقاً بالمياه فإنها
روحُ الحياةِ وقلبُها وعُراها
رفقاً بها إن الحياةَ بدونها
شيءٌ مُحالٌ لو علمت جفاها
رفقاً وديعاً لا تبعثرها سدىً
حباتُ لؤلؤٍ أينعت فحواها
لا تُسْرِفوا إنَّ المياه حياتنا
كونوا وسامة صُبْحِها ومساها
كونوا دعاةً للرشاد لأجلها
والسابقين بوقفةٍ لحِماها
كونوا هُداةً إن ملكتم نبعَها
روح الخلائق أنشدت رؤياها
دررُ المياهِ مقادُنا نحو العُلا
تروي الغصون بفرحها ونداها
تروي الصحارى من عيون عطائها
نَعمت بلادي خيرها وضُحاها